هكذا وجدتني أفكر ، أحسست أن مبادرة أبناءنا من هذا الجيل في هذه الانتفاضة ، خصوصا ضد الفساد و لأجل تطوير و إصلاح مجالات حيوية و أساسية يعتمد عليها تقدم بلدنا و وطننا الغالي و العزيز ، ربما هم أقوى منا و أشجع ، فهم لا يزالون في ريعان شبابهم ، و من حقهم أن يطمئنوا على مستقبلهم و مستقبل ذويهم ، لأن لهم آباء و أمهات وصلوا سن التقاعد بعد نضال طويل لأجل الوطن ، و مع ذلك هم لا يحظون بما يستحقون من عناية لا بخصوص رفع المعاشات التي لم تعد مناسبة للوضع الاقتصادي الحالي للبلد ، بالإضافة إلى العناية الصحية التي هم في أمس الحاجة إليها ، من مستشفيات و علاجات في مستوى تطلعاتهم . بالإضافة إلى مجال التعليم الذي أصبح يئن من التخلف و عدم الجدية بل أصبح مجالا تجاريا و بامتياز .
و من المؤكد أن في مثل هذه المظاهرات تحصل انفلاتات من بعض الشباب الذي يكون أكثر حماسا و أقل نضجا ما تسبب في نوع من الفوضى ، و التي حسب اعتقادي لم تكن مقصودة منذ البداية ، لكن الرياح أخذت السفن حيث لم نكن نرضى و لا نقبل . كلنا كمغاربة فخورون بالانجازات التي حققها بلدنا ، و كلنا غيورون على أمن و استقرار بلدنا ، و في نفس الوقت كلنا حريصون على تغيير الأوضاع للأفضل و خصوصا تغيير الحكومة الفاشلة ، و التي بسببها تراكمت مشاكل كثيرة اقتصادية و اجتماعية و سياسية ، دون أن تفكر في حلها بالشكل المناسب .
الشعب المغربي شعب أبي و كريم و صبور ، كان دائما و لا يزال في خدمة الوطن بكل إخلاص و مثابرة . هناك العديد من المطالب التي ننادي بها جميعا كل من موقعه ، بكل وعي و إحساس عال بالمسؤولية .
كلنا هذا الجيل ، جيل زاد الجيل الذي كنا ننعته بالدلال و انعدام المسؤولية ، لكن ما قام به خلال هذه الايام ينم عن وعي عال و كبير .
و في النهاية أود أن أقول أن الإصلاح لا يتم عن طريق الإفساد ، علينا جميعا التحلي بالعقل و الحكمة و التحلي بإحساس المسؤولية و المواطنة الحقة و الحرة .