دكتورة نجية الشياظمي تكتب: صنعنا الفرحة بأنفسنا

بعد فوزنا البارحة بكأس العالم ، وضحت الرؤية ، و تحققت الفرحة الحقيقية . ففي ما مضى كنا نتبنى أفراح من يفوز و نعتبره فرحتنا ، فنبتهج و نتحمس ، لكننا البارحة حينما تذوقنا صنع الفرحة بأنفسنا اختلف الإحساس و اختلف وقع ما تحقق في قلوبنا . أحيانا نحتاج أن نعيش و نتشارك مع الآخرين أفراحهم ، وليس هناك عيب في الأمر ، فالفوز لا يدوم لأحد ، ومن حق الجميع أن يجربه و يتمتع به. 

البارحة جربناه و رأينا بأعيننا ما تخيلناه ، و ما تمنيناه ، و بفضل الإصرار و الشغف وصلنا و فرحنا و فرح معنا الكثير . قد يقول البعض و ما الإنجاز في ذلك ؟ و لم يكن سوى الظفر بكأس العالم ؟ و أنا أيضا أقول نعم ، لم يكن سوى الفوز بكأس العالم ، و لعل كلمة "فوز " في حد ذاتها تعبر عن الكثير ، و ما بقاؤنا على قيد الحياة إلا لأجل الفوز ، نعم الفوز ، النجاح ، الوصول . كلها مرادفات لنفس المعنى ، معنى أن نجعل الخيال حقيقة . كلنا كمغاربة كنا نقترب يوما بعد يوم من الحقيقة عن طريق تخيل ما كنا نتوق الحصول عليه . و من منا لا يتوق و لا يتمنى الوصول لهدف معين في حياته؟ جعله حلمه الخالد و هدفه المنشود ، و كافح و اجتهد و تعب من أجله ؟

من لا يود تذوق الفوز و النصر ؟ ليس هناك من عاقل يرفض أو حتى يستبعد ذلك ! الفوز من أجمل الأحاسيس التي طالما نسعى إليها من المهد إلى اللحد مع اختلاف الأمنيات و الأماني . فلكل حلمه الخاص به  يراه نجمة في السماء يود الحصول و الوصول اليها  . جميل ذلك الإحساس ، هو وحده ما يلون الحياة و ينكهها ، بأجمل الألوان و أحلى النكهات و المذاقات .  

هنيئا لنا جميعا بهذا الفوز ، و هنيئا لتلك الأشبال و الأغصان اليانعة ، و التي سعت بكل ما فيها من طاقة و قوة و عزيمة ، أن تجعلنا ممن يتشارك معهم غيرنا هذه الفرحة التاريخية ، و التي  ستظل تاجا فوق رأس بلدي الحبيب ، فوز و إنجاز نتوق الى غيره من الإنجازات التي نحتاجها كثيرا و التي ستجعلنا فخوربن حقا بكل خطوة نخطوها نحو الأمام .

تعليقات