قلب دافئ..قصَّة قصيرة لـ/ محمد البابلي "ابن النديم"

بجوار مبنى مهجور وحوله حديقة "ركن الطبيب النفسي الشهير (إدوارد ريكارد) سيارته، ثم نزل ومعه ابنته التي تبلغ من العمر تسعة عشر عاما، يحمل في يده حقيبة بها بعض المأكولات والمؤن والعصائر كذلك بوكيت به مبلغ من المال، واتجه نحو رجل نصف مشوه وأعطاه الحقيبة وسأله": -ألا زلت تنتظرها؟
"أجابه الرجل": بلى، وسوف تأتي.
"ودعه وانصرف مع ابنته التي تتعجب لفعل والدها دون تفسير منه وقررت الاستفسار منه غاضبة": -مَن هذا الرجل يا أبي الذي تزوره يوم عيد ميلادي في كل عام وتتأخر عني، لقد وعدتني أن تذكر لي الأسباب في يوم ما، هل كانت تلك الزيارة هي السبب؟
"ابتسم لها والدها وضمَّها الى صدره وحدَّثها بهدوء": في كل عيد ميلاد لكِ حبيبتي، آت إلى هنا لأتذكرَ وأحكي لنفسي حكاية هذا الرجل، وحكايتي معه، وحكاية آخر غير موجود في عالمنا الآن، وبدأت القصَّة قبل ولادتك بيوم واحد.
وبدأ يحكي لها القصة من بدايتها قبل تسعة عشر عاما:
{وقف د. (ستيف) "مدير مستشفى الأمراض النفسية والعصبية" يراقب عبر نافذته الداخلية، فوضى تعم ناحية أحد العنابر للنزلاء غير الخطرين، وعلى الفور استدعى دكتور (إدوارد) المسؤول عن هذا القسم، وبدأ معه الحديث عن سبب تلك الفوضى بقسمه.
أجابه (إدوارد) بأن هناك أحد العاملين بالقسم استفز (أندرو ميرفي)، هذا النزيل العاشق الذي يتغنى طيلة الوقت باسم حبيبته المتوفية حديثا (آبي).
أعطى د. (ادوارد) ملف الحالة لـ د. (ستيف) الذي أخذ الملف بابتسامة ساخرة واضحة، مما استفز د. (ادوارد) فقرر الانسحاب بهدوء من المناقشة ومغادرة مكتب (ستيف)؛ "ولكن يبدو ان ستيف كان مصّراً على فتح النقاش فأدركه قبل المغادرة بسؤال": -هل تظن بأن هناك عاشقا يفقد عقله حزناً على حبيبته؟ "التفت له د. (ادوارد) وعاد إليه بعد أن هَمَّ على الخروج": أجل، بل ويفقد حياته أيضا من أجلها.
"ضحك (ستيف) بصوت عالِ، مما استفز (ادوارد)": -عليك (ستيف) أن تراجع مهام وظيفتك كطبيب، وتنسى أنك كنت طبيبا بالسجون، وأنَّك تعاملت مع مرضى هم في الأصل مجرمون. "هَمَّ بالخروج مجددا ولكن (ستيف) أبى أن يكون الخاسر في معركته واستوقفه": انتظر (ادوارد).
عاد (ادوارد) وجلس في مقابله واستكمل (ستيف) حواره": بكم تريد أن تدخل الرهان؟ "تعجب (ادوارد) قليلا": -أي رهان تقصد؟
"استكمل (ستيف)": -أراهنك بأن المعاناة المادية تجعل أي شخص ينسى معاناته الروحية، وسيكون (أندرو ميرفي) نموذج التجربة، هل توافق؟
اندهش (ادوارد): -لم أوافق على أي رهان، واحذرك من تعريض نزيل قسمي (ميرفي) الى تجاربك المريضة. "ثم خرج من مكتب (ستيف) ولم يعقب، كذلك ظل (ستيف) محدقا بالباب الموصد دقائق سارحا حتى بعد خروج (ادوارد).
"وفي اليوم التالي وعند مرور د. (ادوارد) بالقسم الذي يشرف عليه فتفاجأ بوجود د. (ستيف) مدير المصح النفسي بقسمه، يراقب النزيل (أندرو ميرفي) خلسة من خلف زجاج عاكس، وقبل أن يحدثه إدوارد أشار ستيف له بالصمت، كذلك أشار له بالسمع ليتابع معه حديث ميرفي الى حبيبته التي يقول لها": -حبيبتي، الفرق بضعة أيام لألحق بكِ، فلن تكوني في الفردوس أكبر مني سناً، بضعة أيام يا غاليتي وتغمرني السعادة الأبدية، بضعة أيام يا بهجة روحي وتطردني الأرواح الشريرة من جحيمها الموحش.
"ونظر نحو الزجاج وكأنه يرى الذي يراقبه، فارتبك ستيف وكأن الكلمة موجهة له شخصيا، ثم سحبه إدوارد من يده غاضبا وتحرك معه ستيف وهو في حالة ذهول ناظراً نحو الزجاج وكأنَّه لم يتحرك، حتى دخلا مكتبه" بدأ إدوارد يعنفه بالكلام": -فيما كنت تفكر وانت تختبئ وتراقب كاللصوص نزيل مصحة أنت مديرها؟ أليس بإمكانك مناقشته كطبيب وجها لوجه؟ لابد وأنك لا تختلف عنه كثيرا من حيث الخلل العقلي.
"رفع ستيف رأسه المنكسة وبدأ يشرح له": بلى، بإمكاني مناقشته، ولكني أريد ان أكشف كذبه وادعائه بفقد عقله من أجل حبيبته.
"انفعل إدوارد مجددا وحدثه بصوت عالِ": -وما الداعي ليفعل هذا؟ وما سبب اصرارك على اثبات ذلك؟
"انفعل ستيف أكثر وكان صوته أعلى": -لأنني لم أفقد عقلي حين فقدت (كاثي) زوجتي، لم أفقد عقلي وكنت أحبها أكثر مما أحب هو حبيبته.
"خيم عليهما الصمت قليلا، ثم وضع ستيف كفه على جبهته ليهدأ وبدأ يسترسل ويحكي لإدوارد": -كانت عائدة بسيارتها من العمل، بينما كنت انا بالبيت استمتع باحتساء قهوتي وساقي اليسرى تعتلي رُكبتي اليمنى، كانت عائدة بسيارتها والموت رفيقها من الداخل، فجأة سمعت صوت بوق سيارتها من بُعد وكأنه يستغيث، مرارا وتكرارا يستغيث، أنزلت قدمي ببطء وتحركت ببطء حتى وصلت الى الشرفة ورأيتها، رأيتها أو جزء منها لم تحجبه النيران بالداخل، رأيتها تنظر اليّ مباشرة وعيونها تقول قصدت أن استغيث بك أنت فلا تكن عديم النفع ولو مرة.
فهمت نظرتها صدقني، وألقيت بكوب القهوة وأسرعت إلى أسفل، وعندما اقتربت وشعرت بصهد النار تراجعت خطوة، ثم تقدمت، ثم تراجعت، كم كنت جباناً، انتظر أحدهم ليأتي وينقذ حبيبتي، أو بالأحرى أنتظر أحدهم يمنعني ويقول لي لا تقترب حتى لا تحترق معها، تلفت حولي وقدماي ثابتتان، وأقول في عقلي بضع ثوانِ وسينتهي هذا الحرج منها ومن نفسي، وانتهى فعلا بعد بضع ثوان، هل تعلم يا إدوارد، انا الوحيد الذي لا يريد رؤية حبيبته بعد موته كي لا توبخه أو أستعيد لحظة الحرج امامها مجددا.
"سحب منديلا ليدرك دمعته قبل سقوطها حتى لا يراها ادوارد ولكنه لم يستطع، وسبقت دموعه سرعة يده" ثم استكمل حديثه واقفا بشموخ وصوت عالِ مرتعش: -وها انا امامك الآن ولم أفقد عقلي ولم أمت من أجلها، فهل تظن بعد ذلك ان هذا الـ "ميرفي" فقد عقله من أجل حبيبته؟
"نظر له إدوارد نظرة المشفق عليه وحدثه بهدوء": أسف لما حدث لـ "كاثي" زوجتك، ولكنِّي أؤكد لك أن "ميرفي" على ما اعتقد لم يتحمل ما تحملته أنت، كما اعتقد بأن الحادث لم يتركك بلا أثر، عزيزي ستيف، كلنا مرضى ولكن هناك مَنْ يستطع السيطرة وآخر لا يستطيع، فحاول يا عزيزي السيطرة على مشاعرك ولا تخلط الأمور!.
"صمتا قليلا ثم بدأ ستيف التفكير والحديث مجددا": -ماذا لو وضعناه في غرفة الثلاجة بضع دقائق، وأؤكد لك بأنه سيتخلى عن التَّغنّي بحبيبته.
"انتفض إدوارد مندهشا": -هل تمازحني؟ هذه الغرفة للمريض عندما يصل الى الذروة من الهياج ومريضي لم يهج يوما، أرجوك يا ستيف، تراجع عن وضع مريضي برأسك المريض، كما انني أحذرك من التلصص بقسمي دون معرفتي مجددا خاصة غدا لأنني لن أكون بالقسم.
"اجابه ستيف بكبرياء وبرود": وأين ستكون إذن؟
"ابتسم إدوارد": سأكون بجوار (إيفا) زوجتي وهي تنجب الوليد الأول لنا.
"ابتسم ستيف": -تهانينا لك إدوارد ولزوجتك إيفا وللوليد أو الوليدة الآتية، اصنع لي معروفا واستدع لي هذا الموظف (تيري) صاحب عقوبة الأمس لأوبخه وأهدده بالنقل من قسمك.
"خرج إدوارد من مكتب ستيف وأرسل له الموظف (تيري) الذي وقف أمام ستيف مُنكَساً رأسه حين بدأ ستيف بتوبيخه": -فيما كنت تفكر تيري حين كنت تستفز النزيل العاشق أندرو ميرفي، انتظر، أريدك ان تجيبني بصدق، فإذا استشعرت صدقك سأرفع عنك العقوبة، هل فهمت.
"استراح تيري للهجة ستيف المتسامحة وبدأ الحديث": -في الحقيقة يا سيدي ظننت انه يدعي الجنون والحب العذري، ولم أكن ... "قاطعه ستيف": -لماذا يا تيري، ألم تعشق يوما؟
"ابتسم تيري بخجل": -سيدي، أمثالي لا يجيدون هذا العبث، لقد تزوجت فقط ليكون لي ابنا يشبهني.
"ضحك ستيف بصوت عالِ ثم توقف عن الضحك، وحدثه بجدية": -
"مد أندرو يده وكأنه يريد ملامسة شيء ما، بينما استشاط ستيف لأنه لم يستسلم بعد وظل يزيد من درجة الصقيع حتى كاد ألا يراه من كثافة البخار الأبيض بغرفة الثلاجة، وفجأة ظل يدقق وكأنه رأى آخر بالعرفة، انها أيدِ نورانية تشق كثافة البخار وتمتد لتلامس أيدي أندرو، كذلك صمت آذانه عن تحذيرات العاملين خارج الغرفة ومحاولة كسرهم للباب، لم ينتبه إلا حين سقطت حبات العرق كالأمطار من رأسه الى عينيه وشعوره بالحرارة التي تزداد بسرعة، لم يفر، بل ظل يراقب أندرو حتى رأى يده تسقط انتبه، انتفض واقفا، التفت، صفعته النار، بل كان ذراعا من نار فسقط على الأرض، لقد احترقت المولدات من حوله وأحرقت كل شيء وهو لا يدرى، استسلم لها، إنها كاثي زوجته التي رأى النار تتشكل على وجهها، استسلم لها فمالت عليه وقبلته بعد ان صفعته، اقتحم الموظفون الباب وأخرجوه وهو نصف محترق مفتوح العين لا يرمش، كذلك أخرجوا جثة أندرو ميرفي ميتا وهو يبتسم.
اسمع يا تيري، أنا أظن ذلك أيضا، لذلك أريد أن أكشف ادعائه، أريد أن أختبره بالصقيع، في غرفة الثلاجة، ما رأيك؟
"ارتبك تيري قليلا": -ولكن دكتور إدوارد لن يوافق على ذلك، غير أن المولدات متهالكة وقابلة للاحتراق إذا زاد الضغط عليها.
"تغير لون ستيف للاحمرار": -اسمع تيري، أنا آمر المصح، أقصد مديره، "بلهجة اقناع" غير أن دكتور إدوارد لن يكون هنا غدا، وسأرفع عنك العقوبة، كذلك لن أنقلك إلى قسم النزلاء الخطرين.
"فكر تيري قليلا ثم تحدث": -إذن سيدي، كيف سنبدأ هذا؟ وعلى مَن ستقع المسئولية؟
"هدأ ستيف قليلا واستراح على كُرسيه: -لا عليك تيري، كل ما ستفعله هو ما فعلته بالأمس، فقط استفزه لتكون لدي الحجة في عقابه.
"تحرك تيري نحو الباب ثم عاد": -وغرفة التحكم، مَن سيديرها؟
"صمت ستيف قليلا ثم اعتدل له": -لا عليك يا تيري، انا الذي سيقوم بهذا الدور، والآن، انصرف إلى عملك ولا تخبر أحدا بخطتنا.
"انصرف تيري الى عمله، كذلك انصرف العاملون حين انتهي وقت العمل، بينما ظل ستيف بمكتبه حتى هدأت الحركة بالمصح ونزل الي ذات القسم حيث يجلس ميرفي ليراقبه عن قرب، فوجده كعادته يتغنى بحبيبته وكأنه يراها بكلمات حب عاقلة ومنمقة": -حبيبتي (آبي) لا تجعليني أؤنب نفسي وألومها على بقائها حية حتى الآن، وانت تتحملين مشقة الخروج من الفردوس لزيارتي على الأرض الموحشة، هلا أشفقتِ على نفسك بالبقاء قليلا حتى آتيك أنا. "نظر مجدد نحو النافذة العاكسة حيث يراقبه ستيف": -آه حبيبتي لو لمحتك تلك العيون الخبيثة التي تراني ولا تراك، لآمنت وتمنت الخروج من غابة الحياة الى حياة الموت كما تمنيت.
"لم يستطع ستيف البقاء هادئا بعد أن تأكد له بأن أندرو يقصده على الخصوص فهرول إليه مسرعا وكأنه يريد الانقضاض عليه": -انا لا أراها حقا ولكن كيف تراني انت أيها المعتوه.
"التفت اليه أندرو ميرفي بهدوء ليحدثه": -تلك هي كلمة السر التي كنت انتظرها منك ستيف، معتوه، فأنا في نظر أمثالك معتوه، ليتك تمسكت بيقينك عني في ادعائي الجنون، فأنا لم أدعيه، بل أنتم ادعيتموه عليّ.
"ابتسم ستيف ابتسامة الذي ضبط مخالفة وهو متوتر يدور حول ميرفي كالمحقق بجنون": -آه، إذن انت عاقل كما ظننت، وماذا عن حبيبتك الميتة التي تراها وتتغنى بها، قل لي بأنها ادعاء كاذب وانا أعدك بأن يكون سرا بيننا، بل، لن اضايقك بعد اليوم وسأتركك تتغنى بجمالها أنى شئت.
" استكمل ميرفي حديثه وكأنه يتغنى بحبيبته": -حبيبتي، أراها، أسمعها، أتنفسها، أستنشق عطر الفردوس من بين أصابعها.
"صمت ستيف سارحا بفم مفتوح ثم استفاق فجأة": -إذن، انت تصر على ادعائك الجنون.
"اجابه": -وانت تريد أن ترى حقيقة لا تريد ان تراها.
"وضع ستيف كف يده على جبينه وضع المجهد": -إذن، عليك ان تبحث عن الدفء من الآن، لأنك ستحتاجه غدا.
"هَمَّ ستيف على الانصراف، وظل ميرفي يتحدث وكأنه يرد على كلامه": -إن الدفء الذي زرعته حبيبتي بقلبي لا يجف ولا يلين، وغدا سأكون أسعد المخلوقات على الأرض وفي السماء، غدا سألمس حبيبتي لأول مرة من بعد رحيلها، سألمس تلك الهالة النورانية التي خشيت أن ألمسها بطينيتي الجسدية، كي لا ألوثها بغبار أرضيتي الفانية.
"وضع ستيف يديه على آذنيه وهو يسير بسرعة رغبة منه في عدم سماع المزيد حتى غاب عنه صوت أندرو ميرفي. وفي اليوم التالي وقف خلف نافذة مكتبه يراقب نشوب المعركة بين تيري الموظف وأندرو النزيل وكانت سريعة عكس ما توقع فهرول بالنزول من مكتبه سريعا الى موقع الفوضى، وفي طريقه رأى تيري مهرولا نحوه يحدثه": -سيدي، لم أبدأ أنا بل بدأ هو الاشتباك وكأنه يعلم بنيتي. "ظل ستيف في طريقه نحو موقع ميرفي، وعندما رآه اقترب منه وحدثه بصوت خافت": -هل ادخرت بعض الدفء لقلبك أندرو؟
"أجابه أندرو ميرفي بابتسامة تشفي": -أجل، أدخر الدفء منذ زمن، ولكني انصحك بادخار البرودة لقلبك لتتحمل التوبيخ.
"تغير لون ستيف للاحمرار متعجبا": -توبيخ؟! ومَن باستطاعته توبيخي؟
"ابتسم أندرو مجدد واقترب منه ليهمس له": -كاثي.
"اندهش ستيف بتعجب وازداد احمرار وجهه واستشاط للغاية وصاح في وجه رجال الأمن": -ماذا تنتظرون كبلوه وضعوه عاريا في غرفة الثلاجة.
"وبالفعل، نفذ رجال الأمن أمر مديرهم، بينما تحرك هو الى غرفة المولدات والتحكم وطرد عاملها الذي نصحه بتوخي الحذر من الأعطال، ثم أغلق الغرفة وجلس يراقب أندرو صوت وصورة عبر الشاشة، وظل يزيد من درجة الصقيع بشكل جنوني حتى تقوقع أندرو في زاوية الغرفة شبه متجمد، ثم رفع وجهه وهو جالس قرفصاء عاريا يناجي حبيبته بترجٍ": -إن الذين اكتشفوا الحب وصنعوا له دستورا ومنهاجا، هم أنفسهم يكافؤون أصحاب الامتياز فيه بموت أحدهما أو كلاهما، فتعالي وعانقيني بشهوات الحب الذي يعرفونه، لنكون أول الراسبين في عيونهم فتعيشي، أو امنحيني السكينة واصحبيني الي فردوس الحياة الأبدية ليدفأ قلبي بنورانيتك.
وبعد التحقيقات، جاء التقرير بأن ستيف مختل عقليا ويتعاطى مُهدئا يمنعه من ممارسة عمله، كذلك أصبح مشوها ويستحق الرعاية وأودعوه بمصح نفسي ظل بها خمسة عشر عاما، وأغلقت المصح التي كان هو مديرها الى الأبد لتصبح بعدها بناية مهجورة وحولها حديقة، أما هو ظل متسكعا حولها ينتظر لقاء كاثي لتصفح عنه، وتفعل ما فعلته حبيبة أندرو ميرفي!!.
تعليقات