.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

من "حدثتنا بسيمة"..بقلم/ بسمة الطهاري

جلست قعسوس على طرف صخرة تراقب جدها الأدهم ابن عبادة بوجهها الصغير وعينيها المتقدتين وهو يعلق الشاة بعد سلخها ، فوضعت قليلا من بخور العود في موقد قبالتها مثلما تفعل جدتها عنبرة عند كل ذبيحة ، وسألت جدها باستغراب: هذه ثالث شاة تذبحها اليوم يا جدي ، وقد عقرت بالأمس جملنا الرمادي الأهوج فهل هناك مناسبة؟ رفع إليها الجد رأسه وحدجها بنظرة عميقة من خلف حاجبين كثيفين وقال مبتسما: 
            وهل تعقر الشاة إلا عند مسغبة .. أو في قران الغيد المليحات 
            تشفي ضعاف الحال عند مأكلها .. وتهدينا رضى الهيف والعبيلات
 اتسعت أحداق قعسوس الطفلة الفطنة وسألته بحدة: وهل تذبح لتثير اعجاب الغيد يا جدي؟ 
ضحك الجد ضحكة مدوية إهتز معها جسمه الضخم ، حتى انتبهت سفانة بنت درهم وعنيزة الفهرية وكلثوم بنت أغلب ، فرشقنه ببسمات ملاح إحمر لها وجهه وأنشد قائلا: بمثل اللحى في الوجه تزدان الرجال وبالسيف عند الوغى والأشطن الصهال وعند العسر ننحر ألف شاة وناقة لسد جوع القوم وليس لكي يقال.. 
إبتسمت قعسوس ابتسامة ظافرة راضية وولجت إلى قعر الخيمة تبحث عن سيف جدها ، تريد أن تلوح به يمينا وشمالا كما يفعل عند المبارزة ، تريد أن تتعلم الفروسية ، وتتعلم الصيد والشعر أما المبادئ والنخوة والكرم فقد تلقنتهم باكرا وكرهت بعدها كل بخيل وغد وتعلمت كيف تبحث في وجوه الرجال عن لحية جدها وشرفه وكرمه.. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق