طلبتني صديقتي أمل هذا المساء على الهاتف و هي تنفجر ضاحكة تقول :
*هل تعلمين ؟ لا حياة لمن تنادي يقولونها
أليس كذلك؟
* قلت مستغربة نعم
ثم تابعت و انا اليوم أقول :
لا حياة لمن لا أمل له ..
قاطعتها ماذا تودين أن تقولين يا مجنونة ؟ انا لا أفهم شيئا .
ثم أردفت تحكي لي قصتها قائلة:
*هذا الصباح وصلت إلى مراكش بأعجوبة ، نعم وصلت هناك باعجوبة و أي شخص حصل له ما حصل معي هذا الصباح ، كان سيلغي سفره و يقعد مستسلما قائلا :ليس فيه خير ...
سألتها ضاحكة:
*كيف ذلك يا فيلسوفة؟
ردت علي : عزمت منذ البارحة على السفر إلى مراكش لتسوية بعض الأمور هناك . و هذا الصباح و أنا أستعد للخروج بسيارتي
كان الجو ممطرا مع بعض الرياح ، حصل ما لم يكن في الحسبان .فقد أقلعت الرياح الباب فتعذر علي الخروج و بالتالي كاد السفر أن يكون مستحيلا ، طلبت أحد العمال الذين استعين بهم في مثل هذه الأمور،و خصوصا أنني بدأت افكر في إلغاء السفر و إصلاح الباب فقط ، لحسن الحظ أن العامل بارك الله فيه قدم بسرعة فأصلح الباب و بالتالي تمكنت من العدول على فكرة إلغاء السفر ، و بالفعل سافرت ، رددت مع نفسي كثيرا "لعله خير أن الغي السفر و أؤجله إلى يوم آخر " لكنني وجدتني جد متحمسة من أجل الذهاب لتصفية ذلك الموضوع الذي تأخر كثيرا و مضى عليه شهر بحاله ، و جلست أقول مع نفسي لا حياة لكن لا أمل له ،فلولا تمسكي بقرار السفر و اعتبار ما حصل معي لم يكن لا نذير شؤم و لا شر ، بل بالعكس بتفاؤلي و توكلي على الخالق سبحانه ،استطعت تجاوز ما حصل معي و بالتالي تمكنت من السفر و قضاء ما كنت أنوي القيام به بكل نجاح و توفيق ، فالحمد لله الذي لا زال يمد قلوبنا بالقوة اللازمة لتجاوز كل المحن ، قوة الأمل و التفاؤل بالخير .
الحياة تفاؤل وسعي..قصة قصيرة بقلم المبدعة المغربية د/ نجية الشياظمي
تعليقات