.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

فنجان قهوة و رفقة غير عادية..قصة قصيرة للكاتبة د/نجية الشياظمي

جلست هذا الصباح كعادتي أحتسي فنجان قهوتي الدافئ و المحلى بغير سكر ، سوى تفاؤلي بهذا اليوم و بشمس هذا الصباح من أيام الشتاء الباردة ، تحت سماء صافية زرقاء ، و نسيم بارد و هادئ يلف المكان ، تعودت على وحدتي فهي أيضا أصبحت صديقتي و مؤنستي ، ما أجمل التعود على المكاره ، وما أبشعه على النعم.
جلست مع نفسي غير أن قطة جميلة أحبت أن ترافقني _أخبرني النادل أنها شقية و لا تلتزم حدودها _فهمست في نفسي ومن حتى من العاقلين يلزم حدوده في هذا الزمن إلا من رحم ربي.
أخذت رشفة من فنجاني و فتحت علبة حلوى من قطعتين أسلي بها نفسي و أحلي بها قهوتي . وجدت القطة السوداء الجميلة تقترب و تطلب أن أشاركها ما أتناوله ،  ناولتها قطعة صغيرة على الورق الذي وضعت عليه الحلوى ، تأملتها و هي تلتهمه ،  غريبة قطط هذه الأيام ، تحب السكر مثلنا و تتلذذ به .
و رغم أنهم يقولون إن السكر ضار بالصحة لكنه مفيد للمزاج .
فهو يحسن النفسية و يبهج النفس و هذا ما لاحظته على هذه الجميلة السوداء و الشقية أيضا ، يكفي انها ألهمتني أن أكتب هذه القصة القصيرة . تابعت ارتشاف فنجاني الذي أصبح يبرد بسرعة بسبب برودة الطقس .
غريب أمر هذه القطة فقد التهمت حتى الورق ، معذورة هي فقد كان بطعم السكر ، انتقلت كي تجلس على الكرسي المقابل لي ، و حاولت أن تجذبني كي ألاعبها،  لكنني امتنعت فقد أصبحت تشاكسني بمخالبها . 
كلمتها بهدوء و طلبت منها أن تهدأ و تكون مؤدبة . فهمتني فنظرت إلي بعينيها الخضراوتين ثم انسحبت في خجل و استسلام .
أحيانا قد يؤنس وحدتنا أبسط شيء :فراشة تنتقل هنا و هناك ، قطة مشاكسة أو حتى عصفور يأتي ليلتقط الفتات من على الطاولة أو حتى من على الأرض ، يكفي أن نجد من يملأ الفراغ المتواجد و المرسوم على خريطة يومنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق