بدأت تبكي و هي تحكي قصتها قائلة
*أحسست يومها أنني ظُلمت ظلما شديدا
قدمت لها منديلا كي تجفف دموعها سائلة
+و ماذا حصل يومها ؟؟
تنهدت طويلا ثم تابعت
*يومها أخذ والدي رحمة الله عليه مهري و حرمني منه
+و لماذا في رأيك فعل ذلك ؟
*لقد كان رحمه الله يعتبر زواجي حرمانه مني و من راتبي و من مساعدتي له ، فقد أحببت أن أتزوج مباشرة بعد تخرجي ، و قد كان جو الأسرة دائما مشحون بالخلافات و الصراعات ما جعلني افكر في الابتعاد . هذا بالإضافة إلى الجفاف العاطفي الذي كنا نعاني منه جميعا .
و ما الذي جعل ذلك الموقف يعود لذاكرتك الآن ؟
*تصرف إخوتي معي هو السبب ، فقد رفضوا تقسيم الميراث ، و لغاية هذا اليوم لازالوا يعترضون على الأمر ، فهم لا يعلمون و ربما لا يتذكرون أن مهري كان ضمن المبلغ المالي الذي اقتسمناه جميعا و لم انل منه إلا نصف ما أخذه أخي و الذي لم يساعد أبي يوما و لو بدرهم واحد . هكذا أصبح الظلم مضاعفا مرتين
+و كيف ترين ذلك ؟
*لم أكن اعتقد يوما أن ما حصل سيحصل ، اعتبرت مساعدتي لوالدي واجبا علي ، كما كان من واجب أبي تربيتي و تعليمي ، فقد اعتقد رحمه الله ....
دمعت عيناها من جديد و لم تستطع إكمال كلامها ، قدمت لها كأس ماء لعلها تهدأ قليلا .
+تفضلي ، أكملي
*لقد كان والدي يعتقد أنني لا أملك حرية التصرف في حياتي طالما هو والدي و هو من سهر على تربيتي و تعليمي ، لكنني كنت أرى أنني اجتهدت و سهرت و عملت كي احصل على ما حصلت عليه .
تألمت كثيرا من قصتها ، فقد أحسست فعلا أنها ظلِمت مرتين مرة في حياة أبيها و أخرى بعد وفاته .
هكذا ينتشر الظلم بيننا و في مجتمعاتنا ، نعتبرها قصصا بسيطة لكنها تكرس للمزيد من الظلم بين أفراد المجتمع .ثم نشتكي بعدها و نسأل كيف يحدث معنا هذا كله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق