إنه أحد قوانين البرمجة اللغوية العصبية ، فماذا لو أخذنا بهذا القانون الرائع و عملنا به في حياتنا ، ألن نكون في أحسن و أفضل حال ؟ ألن نوفر على أنفسنا كل تلك الظنون السيئة التي تساورنا و تراودنا بخصوص الآخرين ، و خصوصا كلما حصل موقف يضايقنا ؟ طبعا سنكون أكثر سعادة و هدوءا و راحة بال ، سنوفر على أنفسنا الكثير من الجهد و الطاقة في محاولة فهم كل السلوكات التي تضايقنا و تجعل حياتنا أحيانا جحيما لا يطاق لمجرد أننا تضايقنا منها أو انزعجنا . سيعود الهدوء و الود بين الناس بدل الضغينة و العنف ، سيعلم كل منا أن ذلك الآخر لم يكن في نيته إيذاؤنا و لا إلحاق السوء بنا ، بل إنه ربما كان ينوي بنا خيرا لكننا تسرعنا في الحكم عليه . كثيرا ما تكون الراحة بين أيدينا ، لكننا نجتهد و نتعب فقط لنثبت لأنفسنا العكس ، نرفض حسن الظن الهين و المريح و نبحث عن أمور لا تزيد حياتنا إلا تعقيدا و صعوبة ، فماذا نجني بعد ذلك ؟ كلنا نملك الإجابة لأننا جربنا جميعا ذلك الإحساس المقيت و ذقناه و اختبرناه ، ترى هل سنستمر في تعكير صفو أيامنا بأيدينا ؟ أم أننا سنصحح المسار الذي سلكناه منذ البداية و الذي تأكدنا منه جميعا اليوم أنه لا يفيدنا في شيء و لا يزيد هذا العالم إلا كآبة فوق ما يسوده من كآبة ، سيعم السلام بين الناس ، سيسود بينهم الهدوء بدل الغضب و الحنق . ستسود الابتسامة بدل العبوس و التجهم ، لأننا أيقنا حقا ، أن النوايا الإيجابية هي فقط ما يسود سماءنا و يظللنا ، سننظر لبعضنا برفق و محبة لأننا علمنا أننا لا ننوي ببعضنا إلا الخير و السلام و المحبة . سنهتم بإنجاز أمور أكثر قيمة و مردودية في حياتنا ستتغير حياتنا للأفضل لأننا سنعيش توترا أقل . هذا لا يعني أن الشر سينتهي نهائيا ، لكنه سيقل تدريجيا و يحل محله الخير و الأمن و الأمان ، ستُصرف الكثير من الأموال على مصانع الغذاء و الملابس بدل الأسلحة ، سينخفض عدد القضايا في المحاكم . سيتفهم الأزواج بعضهم و تقل الخلافات ، و بصفة عامة ستتحسن الظنون و الأمور و سيختفي الخوف و الرعب من بعضنا البعض .
دعوة قد تجد من يستجيب لها ، فلكل منا حرية الاختيار في الطريق الذي يود نهجه و الاستمرار فيه ، لكن النية الإيجابية التي سنبني عليها ردود أفعالها سيكون أساسها حسن الظن بالآخرين و الذي يعتبر أساسه حسن الظن بالخالق سبحانه ، رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق