ربيع عمر حمل العشق رسالة ،شرقية الملامح صوت جيل كابد القهر، أُمنية عج بها غبار السفاح قبل ان يُدركه فجر شهرزاد،مرت الأيام و أقترب يوم به سجل التاريخ في رحم الارض عجت بها الريح و أُقر الاغتراب،عزمت على أن تُغزل الذكريات في ظفائرها لتمنع يد الغاصب أن يسرق منها ما بقي وما أبقاها في العيش رغم كهولة الزمان، عمر الورد أنتهج به الطاغي سرد لعبة حقق بها رغبة التوحش فارض عقوبة الرحيل، كانت الشمس حارقة كأنها تعلن حريق الأرض حيث يغيب عنها الربيع متعثر بدوامة الفقد، حملت حقائبها لترحل الى متاهات لم يسجل بها عمرها بل أغلى بها العمر سراً كان نهجه نزف بلا رحمة....
كأنه الرمق الاخير تُقلب الآماكن في طريقها الى اخر المحطات تجلي بسرعة بعبق ربيعها لعل الأرض تحمل بعض من رذاذ الذكرى و يبقى لها الإسم ليوم به العودة أو الرُفات، طلبت من سائق التكسي أن يمر بكل طريق كتبت به رسائل الحب لتنبي عالم خالي من التوحش، كانت تدندن بعض من أغاني حملت بها الكثير بين عشق ازلي لم يكتمل حملته في صدر الوهم دون أن تعي متى و الى أي مدى يسخر منها الزمان،كانت الساعة بتوقيت السفاح تعلن وقت نصب المصايدة حيث ليلهم ستار لإباحة الدمار، سارت بها الليلة كأنها تمارس طقوس لم تمارسها من قبل، بدى كل شيء لها شبح يمر لا واقع به ولم تعثر على جواب الصائد في حفر الليلة،أنهت ليلتها و في الصدر صرخة تمنت لو تطلقها ليسمعها الكل لعل ثورتها تقر الحق قبل شروق الشمس وقت الرحيل ، رسمت وداعها في سطور نوتات عزفت بها الانغام و امنية أن يكون لها لحن وداع به يتغنى من حاورته لعله يكون نغم به يتغنى كل من عاش سجن الظلام، الحرية بانت وهم به غازلها المفكر و الفنان أصحاب ما وفوا بوعد ما أدركوا صوت الأذان،طلبت من السائق أن يقف لحظات قرب ذلك الجسر لانها تركت الكثير تحت الجسر من الورق و الآقلام و ذكريات عجت بوجع الطفولة و المراهقة ، تلمست الأرض باكية تطالبها أن لاتنسى ما كتبته هنا لعلها يوما تحكي لمن يحتل موقعها عن فتاة الربيع و ذل كل نهار، سمعت أصوات خلفها أسرعت الى السيارة ظنا أنهم بعض من خفافيش السلطة ، أنطلقت بها السيارة لتكمل الطريق الى أن يهل الفجر حيث موعد اللحظة الأخيرة ......
أيتها الساعات و الدقائق و الثواني أشهدي على قصة لم تكتمل اشهدي على عشق حرموه و عمراُ ابتروه،وصلت الى اخر المحطة و هي تطالع كل الجهات لعلها ترى من اتى للوداع، خلف ذاك السياج الحديدي لا حظتها كانت تختبىء خلفه لتودعها من خلفه رغم أنها رجتها أن لا تاتي خوفا أن تُدركها ايادي الجلاد، ملاك اجهر بها كل فجر و لآنار لها العمر سيدة و ملكة العطاء صاحبة رحم الحنان لم تتحمل أن لا تودعها ولو من بين الأسلاك الشائكة هو الحب الذي لا يوقفه حاكم ولا جلاد،كان فجر مشبع بغبار اللحظة مَرغل الفرحة في أجيج التيار، رفعت يدها مودعة سيدتها الاولى وكل ما رحل من الحياة و مازالت تلك الصرخة تدوي في الصدر كهدير موجة تعلن رواية الطوفان...
أضحت راوية تسرد القصص و تترجم الصرخات كانها شهرزاد كل الأزمان ما أنتهت بها القصص و صاحبتها الألام وصرخة تتعثر اليوم تغزل منها الإبتسامات هاجر بها الود ملقي بها على سواحل بلا نهايات....
16\04\2022
أمال السعدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق