منذ أن أخبرنا العالم أنه أصبح مجرد قرية صغيرة و نحن نعاني في هذه القرية الصغيرة و ربما التي أصبحت أيضا حقيرة ، أصبحنا جميعا على مرمى حجر للنيل منا ، أصابتنا الأوبئة في نفس الوقت ، تعرضنا للحجر الصحي في نفس الوقت ، أخذنا اللقاح من نفس النوع و في نفس الوقت أيضا ، فهل كلها مجرد مصادفات؟ أم أنه فعلا حُكم علينا أن نبقى شعب قرية صغيرة يتلاعبون بمصيرها هنا و هناك ؟؟؟
لا أملك الجواب ، لكنني أملك أن أعبر عما تراه عيناي فهذا أضعف الإيمان ، و كيف يمكن لهذا الكم الهائل من الأجناس و الألوان و الألسنةأن تصبح شعبا واحدا تحده أسوار قرية صغيرة ، أمر يصعب تصديقه و التسليم به ، و لو كان هذا ينفع لتكثلنا كأمة عربية إسلامية على الأقل ، أوليس هذا أولى و أجدى و أنفع لنا؟
و مهما كان تستمر الحياة و إرادة العيش لها ، ففي النهاية نعيش حياة واحدة و لمرة واحدة ، و كثرة التساؤلات لن تزيد الحياة إلا تعقيدا و صعوبة ، لذلك عيشها بيسر و بساطة أروع ما يكون ، فالسعادة لا تتطلب أكثر من قلب محب و مبتسم للحياة ، و مهما تدخلت يد الإنسان لأجل تسيير و إرضاخ باقي البشر لمصلحتها فإن هذا لا يلغي الإرادة العليا ، إرادة الخالق .
وحده يملك قلب الأمور في لمح البصر ، لكنه يترك لنا مهلة التدخل ، فلا يمكن التنصل و التخلص من المسؤولية التي حملها الإنسان طوعا و عن طيب خاطر . فلكل دور خُلق لأجله و لأجله فقط ، رسالته في الحياة ، كُتب عليه القيام بها و أدائها بكل إخلاص و ضمير . هذا كل ما نستطيع القيام به ، قد يبدو دورا بسيطا لكنه على مستوى من الأهمية لا يمكن الاستهانة بها
فللحركة البسيطة دورها أيضا في التأثير على هذا العالم و توجيهه إلى حيث تتوجه تلك الحركة البسيطة سواء توجهت نحو الخير أم نحو الشر ، لذلك فمجرد الإدراك بما يجري حولنا قد يكون خطوة نحو التغيير و لو بالإرادة المضمرة و النوايا الخفية التي تلعب دورها كثيرا .
لا نستطيع التجاهل حين تكون الأمور واضحة وضوح الشمس في عز النهار ، كما لا نستطيع دفن رؤوسنا في الرمال و انتظار مرور العاصفة بكل هدوء دون أن تذر في أعيننا حبات التراب لتمنعنا من الرؤية البينة و الجلية . فللبصيرة ما ليس للبصر في اكتشافه و الوصول إليه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق