قلوبنا عصافير تحتاج الحرية و الطيران و التحليق في سماء السلام و الجمال و البراءة و الخير ، تموت من القهر من الكمد و الحزن حينما نحكم عليها بالجمود و التحجر . و حتى و إن تحجرت فما تلبث أن تتفتت مع الوقت و تتلاشى غبارا لا وجود له ، و لأنها خلقت للحياة و الفرح و السعادة ، فهي تعيش منها و عليها ، و القلوب الحزينة غالبا ما تتوقف عن الخفقان و عن الحياة لأنها لا ترى في ذلك جدوى ، فكيف يضخ الموت عضو مسؤوليته زرع الحياة في باقي الأعضاء ، أمر مستحيل طبعا ، لا يستطيع القلب القيام بدور غير دوره الأساسي الذي خلق لأجله ، دور المحبة و الفرح و الخير . و لطالما ماتت كمدا قلوب حُكم عليها بالسجن المؤبد و بالقمع و الحرمان من التعبير عن أبسط الاحتياجات ، أو حتى لمجرد التعبير على الألم و الصراخ ، فهذا احتياج يطغى حينما يطغى الظلم و الاستبداد ، فرب صرخة تزيح الكثير من الأذى و الألم .
تحتاج قلوبنا الأجواء النظيفة التي تمكنها من العيش براحة و سكينة ، لكننا للأسف نجدها دوما قابعة في دهاليز القسوة و الحرمان ، قابعة تحت الرقابة في انتظار أي تهمة ترمي بها في سجون التقاليد و الأعراف ، تقاليد ولدنا فوجدنا أنفسنا نرددها كأقوال أو نكررها كتصرفات دون وعي منا و لا إدراك بظروف و ملابسات ظهورها للمرة الأولى ، فلا عجب أن لكل مقولة أو تصرف قصة و حكاية جعلتها تتردد على أفواه الآخرين و تُترجم كتصرف عادي و كردة فعل لموقف مضى و ربما اكل الدهر عليه و شرب .
قلوبنا البيضاء النقية تولد طاهرة لكن طرق التربية تلوثها و تجرحها فتمتلئ حزنا و قسوة بدل حب و عطاء و فرح و سعادة ، فهلا منحناها الحيز الذي تطلق فيه أجنحتها لعلها تبهرنا بعطائها و إبداعاتها ؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق