تحركت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة للسخط على الفيديو الذي انتشر و هو يعرض حادثة تعد عريس على عروسه يوم عرسهما بين مؤيد للموقف و مندد به .. حيث كانت ممارسة العنف بالضرب علانية و أمام الجميع ، و اعتبر الناس أنفسهم باعتراضهم على ذلك الموقف مدافعين عن المرأة المعنفة و قد تكون هذه بداية العلاج للمشكلة التي تغرق فيها مجتمعاتنا يمينا و شمالا ، و ببراءة شديدة نكون قد تخلصنا من انواع العنف المشابهة و المرافقة لهذا النوع ، بما فيها الأنواع الأخرى من عنف نفسي و لفظي و مادي و معنوي و غيرها و غيرها ، فالعنف في تنوعه و تعدده يشبه ألوان الطيف اللامتناهية ، و قد لا تكون هذه الآفة التربوية رهينة بمستوى اجتماعي او ثقافي معين ، فالعنف يبقى عنفا و صفة شنيعة لمن يرتكبها مهما كانت الأسباب و المبررات . غير أن ما لا ننتبه إليه أحيانا ، هو أنه يمكننا ارتكاب نفس الجريمة مع الأبناء دون أدنى أي إحساس بالذنب ، فنحن بذلك التصرف نعتقد أننا نعبر عن اهتمامنا و عن تربيتنا و عن خوفنا على أبنائنا لذلك نسعى إلى تقويمهم دون الوعي بخطورة الأمر ، لأننا بذلك نزرع فيهم تقبل العنف و الاستسلام له سواء منا أو من غيرنا فلا فرق ، المهم أننا نكون قد زرعنا فيهم بذرة الخوف ، و إحساس الخوف لا يفرق بين قريب أو بعيد ، فهو يستمر مع صاحبه طول الوقت ، و الخوف يؤدي إلى الخضوع و الاستكانة و إلى التبعية دون تفكير ما دام التخلص من هاجس الخوف و الإحساس بالأمان هو الهدف الأسمى ، فالمرأة أو الانسان بشكل عام و الذي يقبل على نفسه العنف باي نوع من أنواعه دليل على تعرضه لذلك في طفولته ، و استئناسه به و إلا لما كان يرضاه على نفسه ، لذلك تبقى التربية القويمة منذ الطفولة الأولى هي أساس النفسية السليمة و السوية ، و كل التجاوزات التي يعتبرها أولياء الأمور و المربون عادية ، هي أساس الخلل الذي تظهر تداعياته مستقبلا واضحة في سلوك الأفراد و الجماعات.
د.نجية الشياظمي رئيسة أكاديمية شعاع المستقبل
الاستشاري النفسي و الأسري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق