لا أبدا !!! .. يأتي الصبح بعد طول ليل ليخفف عنا ظلمة و مرارة الأحزان ، كي يخفف عنا وطأة الأيام و عبأ الهموم ، كي يزرع في أوصالنا بعض الفرح الذي أصبح شحيحا في زمن عزت فيه كل سبل الراحة و الأمان ، فكم من الدموع تُسكب طيلة اليالي الباردة _ليس تشاؤما مني_فقد عاديت كل ما له صلة بالمزاج المعكر و الألوان القاتمة منذ زمن بعيد ، مذ علمت أن الحياة تضحك و تبتسم لمن يرى وجهه فيها كمرآة صافية ، تعكس صفاء روحه و بهاءها فتغمره شروقا و ضياء و فرحا و سعادة ، قد يبدو الأمر غريبا لكنه في نفس الوقت بسيط و هين و يسير . فما أهون أن تفتح عينيك في الصباح و تفتح معهما قلبك للحياة ، و كل ما يزينها و يعطرها و يمنحها كل الجمال و البهاء و الألق . و ما دمنا لا نضمن شيئا فلن نخسر شيئا في التحلي ببعض الصبر و التفاؤل ، و يبقى رسم ابتسامة جميلة خفيفة على تقاسيم وجوهنا أخف و أقل طلبا للجهد من تكشيرة و مسحة من الحزن الثقيل على القلب و الجسد . و قد تكفينا واحدة كل صباح كحبة دواء نتناولها قبل أن يتمكن منا الألم المبرح فلقد كانت الوقاية دائما خير من العلاج ، جربها و لن تندم ! استقبل نفسك في الصباح بكل حب و فخر و اعتزاز ، فلم يخلقنا الله عبثا و لا لأجل العقاب و العذاب فقط ، خلقنا للحب و الفرح و السعادة ، و لقد جعلنا أكرم خلقه ، فكيف نهين أنفسنا و قد كرمنا الخالق ، كيف نستهين بالنعمة التي لن تتكرر ، نعمة الحياة و التمتع بكل تفاصيلها الدقيقة و الجميلة ، تسوء الظروف أحيانا لكنها لا تدوم ، و من يرى في دوامها له ظلما فلأنه أختار دوام الحزن و الظلم لنفسه ، و لو شاء لاختار الجانب الآخر من الحياة ، الجانب المشرق .
لا نعيش الجنة كل يوم و لا نعيش الجحيم أيضا كل يوم . هذا هو الفرق بيننا ، أن نختار ما نود الوصول إليه ، و نسعى إليه لا أن نبقى مكتوفي الأيدي في الانتظار ، فمن يعجز عن الابتسام لوجهه صباحا و تغيير تقاسيم وجهه لن يستطيع تغيير شيء في هذه الحياة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق