ماذا لو غادرنا هذه الحياة قبل أن نعيش كل هذه التجارب؟
كان مرورنا منها سيكون عاديا لا فائدة منه و لا إثارة ، كان وجودنا هنا كعدمه طالما لم نضف شيئا لهذا الوجود الذي كان ينتظر منا الكثير ، كنا سنكون أناسا عاديين جدا نمضي في صمت قاتل ، فلا ذكرى لنا و لا تأثير ، مثلنا مثل أي كائن أو ربما أقل... فالشجرة تترك بعدها ثمارا تنبت أشجارا أخرى ، و تمنح الظل للمسافر المتعب ، و الثمار للجائع المحروم ، و الحطب لتدفئة برد ليالي الشتاء الطويلة . هذا دور الشجرة فما هو يا ترى دور الإنسان العاقل و المسؤول .
فكل مخلوق سُخر في هذه الحياة لرسالة معينة و ربما دون اختيار منه ، و لأن الله كرم بني آدم فقد منحه حرية الاختيار في أداء رسالته كنا يحب أن يفعل أو حتى عدم القيام بها .
لذلك كنا سنكون مجرد أرقام محسوبة على على هذا العالم لا غير . بتاريخ ولادة و تاريخ وفاة ، و ماذا بعد ؟
كم من الأيام و الليالي ، و الساعات و الدقائق مضت في غفلة منا و كأنها لم تكن و لم تمض . فما فائدة كل تلك الدقات التي قامت بها قلوبنا لضخ الدم في كل عروقنا ، أكان لأجل أن نأكل و نشرب و ننام فقط ، من المؤكد أن هذا ليس هو الدور الوحيد الذي خلقنا لأجله .
كثيرا ما تحاصرنا عقولنا بالكثير من الأسئلة ، و التي يصعب علينا الإجابة عنها أحيانا و أحيانا يستحيل علينا ذلك ، لكننا في النهاية ما نبرح نواجه أنفسنا بالردود التي تهربنا منها مرة و مرات ، و في الوقت المناسب نواجه أنفسنا بالحقيقة ، حقيقة جدوى أن نكون هنا في هذا الزمان و في هذا المكان بالضبط لا قبله و لا بعده و لو بدقيقة واحدة ، حقيقة اختيار كل منا لدوره المناسب و الملائم له تماما ، لأن إدراكنا لهذا الأمر هو وحده ما سيمكننا من القيام بالمهمة التي أنيطت بنا ، و التي أخذنا على أنفسنا العهد بالقيام بها ، و بدون هذا الإدراك سنبقى تائهين و غير مبالين بما علينا إنجازه و العمل عليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق