هذا اليوم فكرت في أن أقوم بدعوة نفسي بنفسي ، و مصاحبتها لتناول الغداء معها ، أحببت أن أصل الوصل معها و أكافئها ، فهي تستحق مني ذلك ، هي من يتحملني ، يدعمني ، يشجعني ، يؤنسني في وحدتي و يؤازرني في محني، فكيف لا أكون ممتنة لها و شاكرة ، كيف لا أعترف لها بأفضالها علي .
هل فكرت يوما مثلي في أن تستضيف نفسك و تحتفل معها بإنجاز قمت به من قبل ؟
سؤال سيعتبره البعض تفاهة أو حماقة و ربما جنونا ، طبعا لا فهذا التصرف هو عين العقل ،أنفسنا تحتاج منا الكثير الكثير ، هي من ترافقنا طول العمر من المهد إلى اللحد ، و إذا لم نتعامل معها باحترام و تقدير ، قد تضجر منا و تنفر ، و كلما أحببنا القيام بشيء جديد إلا و كانت لنا بالمرصاد ، فهي أصبحت لا تطيقنا من شدة الجفاف الذي عم بيننا و بينها . قد نجد أحدا ما يقدر غيره أكثر من نفسه ، فهو مضطر لفعل ذلك مع الآخر في الوقت الذي يكون فيه ملزما بفعل ذلك مع نفسه أولا .
هذا واجب ، بل من أوجب الواجبات علينا ، و من لم يجرب من قبل هذا الإحساس ، فما عليه إلا أن يخطو الخطوة الأولى ، ليكتشف مدى التأثير الإيجابي الذي ينعكس عليه ، و يحس به .
ليرى نفسه عن قرب لعله يكشفها من جديد ، فيمنحها ما غفل عنه من قبل كي تبادله هي أيضا نفس رد الفعل .
قد يعتبر البعض بالخطأ أن هذه أنانية ، بالعكس الأنانية هي أن تمنع غيرك لمنح نفسك ، لكنك حينما تولي نفسك العناية و التقدير و الاهتمام فإنها تمنحك الكثير لك و لغيرك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق