.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

اعمل فقط..بقلم د. نجية الشياظمي



اعمل فقط ، فمن يدري لعل العالم يَذكرك حينما لا تكون هنا كي تعيش نجاحك و تحتفل به !!!

من يدري ، فقد لا يمنحنا العمر متسعا من الوقت كي نحتفل و نتباهى و نفخر بإنجازاتنا ، لكنه علينا العمل ، مهما كان علينا ألا نتوقف مكتوفي الأيدي و عاجزين ، لمجرد أن بوادر النجاح لا زالت ملامحها باهتة و غير واضحة . و لنتخذ مثالا على هذا الكلام ما حصل مع كبار الرسامين العالميين ، كبيكاسو و فان غوخ و غيرهم من العباقرة الذين لم يوليهم العالم اهتمامه إلا بعد أن رحلو بسنين عديدة ، ليعيد النظر بعد ذلك فيما قاموا به و أنجزوه كي يشتهروا بعد ذلك و يعترف بملكاتهم و مواهبهم
فتباع لوحاتهم بمبالغ خيالية لم يكونوا يحلموا بها و قد كانوا يتضورون جوعا من أجل الحصول على رغيف خبز حينما كانوا يرسمون تلك الوحات .حقا غريب أمر هذا العالم الذي يخجل من الاعتراف بعباقرته و هم في أول الطريق ، و لم يحتفل بهم إلا بعد أن رحلوا ، و هذا الصباح التقطت أذناي خبرا غريبا من خلال الراديو حيث أذيع خبر إعادة طبع رواية لأحد الكتاب الألمانيين و ذلك بعد مرور حوالي ثمانين سنة و التي أصبحت الآن أكثر مبيعا في الوقت الذي لم يعبأ بها أحد حينما نشرت لأول مرة . فهل حصل هذا من سخرية القدر أم من سوء حظ أولئك المساكين . و هكذا الحياة تمنح بغير ميعاد ، لكنها لا تنكر جهود من مروا على قيدها ، فواجب الاعتراف عليها بهم دين عليها لا يتقادم ، و من لم تكن له فرصة التتويج حيا قد يتوج قبره ، فلا فرق المهم أن الاعتراف موجود طال الزمن أو قصر . و مع ذلك فلا بأس ، المهم أن لكل مجتهد نصيب ، فهل نأخذ درسا ممن سبقونا ، و ننجز في انتظار التتويج الذي سنناله إن عاجلا أو آجلا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق