في كل يوم يتأكد لنا أننا لن ننال من هذه الدنيا إلا ما شاء الله لنا أن نحصل عليه ، و هذا ما حصل معي تماما هذا اليوم ، حيث ذهبت لشراء بعض الحاجيات للبيت و خصوصا للمطبخ ، فقد اشتهيت أن أطبخ طاجين اللحم بالبرقوق ، الطبق الذي أعشقه و يعشقه الكثير غيري ، أخذت بعض البرقوق و بعض الزبيب فأنا احب أن اخلط بينهما في وصفة الطاجين ، و بينما انا اتجول بين الأروقة ، لمحت عيني نوعا من البرقوق أفضل مما أخذت ، فحدثتني نفسي أن آخذه و اترك النوع الأول ، و انا بكل براعة و براءة أضع الكيس الأول لأتركه فقد وجدت ما هو أفضل منه ، و انا معجبة بنفسي و شطارتي توجهت نحو صندوق الأداء ، فدفعت ثمن الحاجيات و وضعتها في الكيس الذي أحتفظ به دائما داخل حقيبتي فقد انتبهت أن البيت امتلأ بالأكياس التي أخذها في كل مرة و استعملها لمرة واحدة ، و لازلت افكر في طريقة أستغل بها هذه الدراهم الضائعة في أكياس لا أستعملها بعد المرة الأولى أبدا . وصلت للبيت كالعادة و انا كلي رغبة في تحضير ذلك الطبق كي التهمه التهاما ، و بينما أخذت حبات من البرقوق و غسلتها كي أحضرها للطاجين ، تناولت كيس الزبيب كما كنت قد اعتقدت كي أضع منه القليل مع البرقوق ، فإذا بي أجده هو أيضا للبرقوق !!! ضحكت مع نفسي و قلت أن الله لم يشأ لي أن أتناول إلا ما هو من رزقي في هذا اليوم ، فقد تركت كيس الزبيب بدل كيس البرقوق ، و ماذا بعد لا مشكلة فقد اجتهدت و استعملت ذكائي و تفكيري لكن الله شاء لي غير ما شئته لنفسي فحمدت الله و شكرته .
هناك الكثير من المواقف البسيطة و التي تعلمنا الكثير الكثير في هذه الحياة ، لذلك علينا دائما الرضا و التسليم حينما نكون قد فعلنا ما علينا فعله و القيام به.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق