الحرب حرب مهما حاول زعماء هذا العالم توهيمنا بغير ذلك ، من المضحك فعلا أن تجد بلدا يُغير على بلد آخر ، و يدمر كل بنياته التحتية و يشرد شعبه و يجوعه ثم يدعي فتح معبر إنساني لأجل إنقاذ المدنيين !!!ما هذا التناقض الصارخ ؟ أليس من يتضرر أكثر هم المدنيون قبل كل شيء ؟ و طالما لديكم هذا الحس الإنساني العالي ، ألم تكونو تعلمون منذ البداية أنكم تحاربون و تقتلون و تدمرون شعبا لا رئيسا و لا حكومة ؟؟؟
الحرب هي اللعنة التي يرتكبها الأقوياء لكنها تلاحق الضعفاء و هم فقط من يدفعون الثمن غاليا . النساء و الأطفال هي الشريحة المتضررة دائما و أبدا من بطش الاقوياء . هذه الشريحة التي تجوع و تمرض و تتشرد ، و لا تجد لها رحيما و لا معينا سوى الله . و رغم الادعاء و المناداة بأخلاق الحرب ، فإن الحرب خراب و دمار ما بعده خراب و لا دمار مهما حاول أصحاب القرار أن يزينوا و ينمقوا صورتها و يجتهدوا في البحث عن الكثير من المبررات لها .
و من أوجب الواجبات على الأخلاق الإنسانية تجنب الحروب و استعمال وسائل أكثر إنسانية و حضارة في التوصل إلى حل الخلافات التي تنشب فيما بين الدول بين الفينة و الأخرى . فكيف يدعي العالم توصله إلى أعلى درجات التطور و التقدم الحضاري في الوقت الذي يهدد بعضه البعض بشتى أنواع الأسلحة الأكثر خطورة و الأشد فتكا بالأرواح البشرية .
ستبقى كل الحروب وصمة عار في جبين البشرية جمعاء ، و قد تبين لها هذا حينما أعادت عرض و تحليل كل ما وثقته بخصوص الحروب الفائتة ، حروب أحرقت الأخضر قبل اليابس
و جعلت البشرية تعود للقرون الأولى حينما جعلت العالم خرابا
و حفنة من رماد .
و مع أن العالم وكما يقولون أصبح قرية صغيرة فستظل الأسلاك الشائكة تفصل و تشكل حدودا و سدودا بين مختلف مكوناته البشرية لتقاوم المحبة و التواصل و التعايش . فما فائدة أن نعيش في قرية صغيرة و نحن أعداء بعضنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق