نعلم جميعا أن جل خصائص شخصياتنا نتوارثها عبر الأجيال من خلال الجينات التي تتوالى و تصلنا من جيل إلى جيل بما في ذلك لون الشعر و العينين و البشرة ، و بعض ملامح الوجه و صفات الشجاعة أو الجبن ، بالإضافة إلى أن النجاح أو الفشل في الحياة حتما من الخصائص المتوارثة ، و بلا أدنى شك قد لا نكون نحن المسؤولون الوحيدون عن سقوطنا ، فهناك أمور تتعلق بالجينات و التربية و ربما أمور أخرى نعلمها و قد لا نعلمها ، لكننا لن نستطيع البقاء في الحفرة التي وقعنا فيها ، و نحن مكبوبون على وجوهنا ننتظر اليد التي ستأتي من الخارج كي تنتشلنا ، فمن الواجب على اليد التي تمد اللقمة إلى أفواهنا هي نفسها التي عليها أن تأخذنا و تصعد بنا إلى الأعلى ، وحدها التي يمكننا الاعتماد عليها في إسعافنا و إنقاذنا ، قد يصعب ، قد يؤلم ، قد يتأخر ، لكنه لا يستحيل علينا فعل ذلك مع أنفسنا علينا أن نجرب بأنفسنا كي نقتنع بذلك . هل نتذكر منذ متى كانت تلك العثرة التي جعلتنا نتهاوى على الأرض ، لكننا و بلا تفكير قمنا بسرعة خيالية ، و نفضنا يدينا و نحن نلتفت يمنة و يسرة كي نتأكد من أنه لا أحد انتبه لما حصل معنا ، أوليست هي نفس السقطة؟ أو ليست هي نفس العثرة ، لكننا أكملنا المسير و كأن شيئا لم يكن . ما الذي تغير الآن كي نبقى خجولين نتوارى وراء الجدران القديمة و المبررات الواهية . ربما نحن اليوم أفضل من البارحة ، بل من المؤكد أننا كذلك ، من المؤكد أن اليوم ليس هو البارحة بكل تفاصيله ، كل يوم ونحن في تغير و صيرورة مستمرة ، لا شيء يشبه ما مضى عدا نظرتنا إلينا ، إلى أنفسنا ، نظرة الشك المستمر ، و الحوار الداخلي اللاذع و أحيانا المهين .
هلا تصالحنا مع ذواتنا و صفحنا عنها قليلا و سامحناها و صافحناها من جديد و نحن نهديها أجمل و أكبر ابتسامة ؟؟؟
ألن تكون هذه أفضل بداية لطي صفحة الماضي ، و غلق كل الملفات القديمة و العالقة و التي لا نجني منها سوى الإحباط
الخيبة و سوء الطالع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق