إلى متى سنظل في تأرجح بين ساعة الصيف و ساعة رمضان ،
و ما المشكلة في أن نصوم شهر رمضان بالساعة الإضافية ، ففيه نحتاج و من المفروض أن نكون في أشد الحماس و النشاط بسبب الخفة التي تنعكس على أجسادنا من خلال قلة الأكل و الإبتعاد عن التخمة كما يجب أن يكون ، كما أن شهر رمضان هو شهر الروحانيات و العبادات و السمو بالروح إلى أعلى الدرجات ، لكننا في كل مرة تباغتنا شركات الاتصالات بإضافة ساعة أو حذف ساعة كلها اقترب حلول شهر رمضان أو أوشك على نهايته ، حيث تقوم بذلك على هواتفنا المسماة بالذكية ، مع أنه لا علاقة لها بالذكاء سوى أنها أخمدت عقولنا ، و جمدت ذكاءنا فأصبحنا نبدو أقل ذكاء منها حينما اعتمدنا عليها في حفظ حتى أهم خصوصياتنا ، و من يكذب هذا فما عليه إلا أن يتخيل أنه فقد هاتفه أو نسيه في مكان ما . كل هذا لا علاقة له بموضوع الساعة _ و الساعة لله _ لكننا أن نقضي إحدى عشر شهرا على توقيت معين ، ثم فجأة ينادي مناد أن ارجعوا إلى ساعتكم القديمة ، و بين عشية و ضحاها و بينما كانت الحركة تدب في البيوت على نفس التوقيت كل صباح ، أصبحت متأخرة بساعة ، و من غرائب الصدف أن تجد كل العائلات تتفق على السهر ليلة السبت من أجل استغلال ذلك الوقت الإضافي الذي سيربحونه بعد أن يقدموا العقارب على ساعاتهم دورة كاملة ، فيوم الأحد هو يوم عطلة رسمية ، و هكذا يصبح حذف الساعة موعدا للسهر و الاحتفال ، فمن يدري قد يهون هذا الأمر بعض الغمة و الكآبة التي لحقت بنا بعد كورونا و بنشوب حرب روسيا على أوكرانيا .
قد تكون الضرورات تبيح المحظورات ، لكنني لا أرى ضرورة أشد من أن يستيقظ الأطفال مع ساعاتهم البيولوجية حيث تكون الشمس قد أرسلت أشعتها ، فما أصعب من أن تامر صبيا أن يستقظ للمدرسة و الظلام لا زال يخيم على المدينة ، فرفقا بنا جميعا أطفالا و كبارا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق