هل فكرنا يوما ما و نحن جالسون مع أنفسنا نتأمل و نتفكر في عظمة هذا الكون و جمال إبداعه و خلقه ، هل فكرنا كيف أننا مع يقيننا الشديد و الذي لا جدال و لا شك فيه ، بأن الله خلق كل هذا الكون لأجلنا نحن و نحن فقط ، لننعم بخيراته و كل ما نطلبه لأجل سعادتنا و راحتنا ، و حينما نتدبر المقولة المستوحاة من الحديث القدسي على أن الخالق سبحانه قادر على أن يعطي كلا منا ما يتمناه و يطلبه و لا ينقص ذلك من ملكه شيئا إلا كما يغطس المخيط في البحر ؟؟؟ هل نعي حقا هذا الكلام و نؤمن به أم أننا نردده و نتشدق به فقط لمجرد أننا سمعناه و لا نود أن نظهر في صورة الجاهل و الجاحد بكلام الخالق . فماذا يحصل معنا يا ترى ؟و كيف أننا لا نحصل على ما نريد ، رغم اجتهادنا و دعواتنا و سعينا الحثيث ؟
لم أجد ردا أفضل و لا تفسيرا أحسن و من خلال ما توصلت إليه من خلال ، ما اطلعت عليه قراءة و استماعا لما يقال و يؤكد في كل مرة عن قوة و قدرة العقل الباطن ، هذا الفيل الهائل الذي يتجول بقائده القوي أيضا و الذكي : العقل الواعي .
لو تأملنا قليلا في أن كل أفكارنا عبارة عن رسائل نبعثها للكون
لتجلب لنا معها من نفس النوع الذي طلبنا منه و أرسلناه ، أفكار سلبية تساوي رسائل سلبية و لذلك لن يرفض الكون في أن يحقق لنا و يعطينا إلا من نفس النوع أي من السلبي . و الأفكار الإيجابية هي فقط ما سنبعثه رسائل إيجابية ، لنحصل و ليستجيب لنا الكون من نفس النوع الذي أرسلناه ، و هذا تجل أو تفسير آخر للحديث القدسي الذي يقول فيه رب العزة "أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء " و ما ظنُّنا إلا ترجمة من خلال أفكارنا التي تراودنا و نسترسل فيها فنراها تتجلى واقعا سيئا من خلال السيء الذي فكرنا فيه أو تخيلناه ، و في المقابل واقعا جميلا من خلال جمال أفكارنا ، ببساطة شديدة نحن المسؤولون عما نحصل عليه ، نحن من يطلب السعادة أو الشقاء
و لا أحد سوانا ، الكون مجرد مستجيب لأفكارنا و مطالبنا .
فهل سنلوم الحياة أو الظروف بعد هذا ، و أكبر دليل على هذا نجاح و تحول أناس كانوا في قمة الفقر و الشقاء لكنهم حققوا ما عجز عنه الآخرون ، فهل يكون الله ظالما للبعض ؟؟؟حاشى و كلا و ألف كلا هو فقط ظن ، و تخيل و تصور لكل منا على ما يود أن يكون عليه من خلال ما يستحقه من رب هذا الكون الفسيح و الواسع و الجميل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق