لقد قالها صلى الله عليه و سلم_ أو كما قال _ و هاهي دولة الصين اليوم و ابتداء من فاتح شهر يناير من هذه السنة ، تحمِّل أولياء التلاميذ مسؤولية أخطائهم داخل المدارس ، بل و تعاقبهم عليها أيضا ، فهل سيتكلم العالم عن تصرفهم هذا بأنه نوع من التعدي على الحريات أو نوع من الديكتاتورية ، طبعا لا و ألف لا ، لسبب بسيط جدا و هو أن الصين تتقدم الآن دول العالم ، بل و تقودها أيضا ، اقتصاديا و علميا و تكنولوجيا . و لأنها أصبحت نموذجا للتقدم و الحضارة ، لن يلومها أو ينتقدها أحد أبدا، لأنها برهنت عمليا على قدرتها و فهمها لتسيير و تدبير و استثمار الموارد البشرية لبلادها . و هذا القانون الجديد ما هو إلا دليل على أن الصين تعلم جيدا كيف تضبط مواطنيها ، و تجعلهم يمتثلون و يحترمون قوانينها و هذا ربما هو أول سبب من أسباب تقدمها . بل إن هناك العديد من القوانين أيضا و التي سنتها لأجل التخفيف من أعباء الدراسة على الطلبة و ذلك من أجل الحصول على الوقت الكافي للراحة بعد الدوام ، كما أنها حظرت الامتحانات المكتوبة على من هم أقل من ست أو سبع سنوات . كما خفضت المدة المسموح بها للأطفال على شبكة الإنترنت و المظاهر الثقافية الشائعة . إلى غيرها من القوانين الداعمة و المنظمة لتربية الأطفال داخل البيوت . و قد يكون هذا القانون الأول و الذي يحمل المسؤولية للآباء بدل الأبناء خير وسيلة لاهتمام أولياء الأمور بحياة و تنشئة أبنائهم . طبعا إنها قمة العدل ، فمن يهتم و يتحمل المسؤولية إن لم يكونوا هم آباء و أمهات ، من سيؤدي ثمن خطأ طفل ، أضر بفسه أو بمن حوله ، كيف سيستوعب الطفل العقاب الذي تعرض له ، و كيف سيفهم تحمل المسؤولية في دقائق ذلك و خلال ذلك العقاب الذي يوجه إليه ، و الذي إن لم يكن بالقدر أو الطريقة المناسبة قد يؤدي إلى عواقب يعاني منها الطفل طيلة حياته كرجل أو امرأة ، لذلك يبقى الآباء و الأمهات أحق الأشخاص بذلك ، لأن التربية لا تأتي دفعة واحدة ، و لكنها تقدم على جرعات بسيطة لكن مستمرة و متوالية . فهذا ما يجعل الأطفال يتعودون و يكتسبون كل ما نود زرعه فيهم من أخلاق و قيم تظل معهم طيلة حياتهم .
فهل نتعلم من الصين _كل ما يفيدنا و يدفعنا للأمام فهذا لا يعني أنه ليست لديها أخطاء _رغم أنها دولة بعيدة عنا كل البعد ، عن ديننا و ثقافتنا كعرب و مسلمين ، هل نتعلم كيف نربي أبناءنا و مواطنينا كي يكونوا صالحين و جيدين لبناء أمة أصلح و أجود ، ففي النهاية القيم التي تبني الإنسان و تجعله عونا و سندا لأخيه الإنسان هي الدين الحق و الثقافة التي يجب أن تنتشر بين البشر بغض النظر عن أجناسهم أو الوانهم أو ثقافتهم و لا حتى دياناتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق