نجية الشياظمي تسأل: هل نستطيع أن نبدأ من جديد مثل النسور؟؟؟

رغم أننا نعتقد أن الانسان هو سيد هذا الكون بعد خالقه بما ميزه به من عقل و حكمة و ذكاء ، لكن ما يظهره النسر و ما نتوصل إليه من معلومات بخصوص قوته و صلابته ، يجعلنا نغير مفهومنا للقوة تماما ، لأن هذا المخلوق يبهرنا و يرعبنا بقوته و جبروته ، في إمكانية تغيير نفسه ، و تأسيسها من جديد . لن يخطر على بال البشر أن يقوم بما يقوم به هذا الطائر الخرافي ،  أو حتى يجرأ على التفكير فيما يستطيعه كائن بسيط ذو جناحين يحلق في أعالي الجبال ، و يعيش على التقاط فرائسه و هي طائرة و في قمة قوتها . لكنه حينما يتقدم في العمر و يكتشف أن قدراته بدأت في التراجع فإنه لا يملك إلا أن يجدد نفسه و يعيدها من جديد ، فمن أين يأتي بهذه القوة الهائلة التي تجعله يلجأ لأعلى الجبال كي يكسر منقاره و مخالبه و ينتف ريشه لأجل أن يستعيد كل شيء من جديد ، كيف يمنحه الخالق هذه القدرة؟ و التي لم يستطع البشر بلوغها رغم أنهم" مشوا "على سطح القمر _أو كما يدعون ذلك _ كيف يعجز سيد هذا الكون أن يكون أضعف من أحد مخلوقاته ؟ بل كيف يمكن لنا أن نتعلم منه و لو النزر القليل مما يملكه ، كيف يستطيع الإنسان إعادة بناء نفسه و تشكيلها من جديد كي تتماشى مع ظروفه و يستطيع بواسطة ذلك أن يحافظ على تواجده بنفس القوة التي كان يملكها سابقا ، ربما علينا تعلم الطيران ، أو ربما علينا معايشة النسور و تتبعها في أدق تفاصيل حياتها كي نستطيع التعلم منها و مواكبة قوتها الهائلة كي نتمكن من سيادة هذا الكون و لا نفقد شيئا من قوتنا و ذكائنا ، هل نستطيع يوما ما أن نتخلى عن سلوكيات تدمرنا كي نبني سلوكيات جديدة أفضل و أرقى ؟ هل نستطيع دفن كل ما يذكرنا بالإحباط و الفشل تحت التراب ؟ و لا نتذكره أبدا و نزرع بدله أفكار القوة و التفاؤل و النجاح ؟ هل نستطيع التخلي عن كل ما يفقدنا القوة ، و يشعرنا بالضعف ؟لو استطعنا ذلك فنكتسب صفات أقوى تدفعنا للأمام و للرقي و النجاح ، تشبه منقار النسر الجديد و مخالبه و ريشه المتجددة ، و تجعلنا نعيش في عزة نفس و فخر و كبرياء .