.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

دكتورة نجية الشياظمي تكنب: أطفالا مرة أخرى ؟؟؟

الشوق الذي كان يسكننا أطفالا رغبة في أن نكبر ، هو نفسه الذي يسكننا حينما كبرنا.... لكن هذه المرة لأجل أن نعود صغارا من جديد ، لكن الأمنية الثانية تبقى مجرد حلم يراودنا بين الفينة و الأخرى ، و في الوقت الذي نجد فيه من يحرم على نفسه حتى تلك الأحلام اللذيذة  المستحيلة ، فهو لا يرى داعيا لأن يتعب نفسه حتى في مجرد التخيل ...نستمر في الحلم الجميل.
و ما الداعي لخيال لن يرى النور على أرض الحقيقة ، ربما يكون الأمر كذلك ، لكن ماذا لو عدنا أطفالا بقلوبنا فقط ، فلا داعي لاسترجاع تفاصيل الطفولة في أجسادنا ، يكفي أن تلامس قلوبنا ، و نحس بها ، فهذا قد يكون أجمل ما يمكننا الحصول عليه في أعمار نحس فيها أن الزمن قد استغفلنا و سرق منا الكثير ، أو في الوقت الذي نرفض فيه الاعتراف لأنفسنا أننا نحن من استغفلنا أنفسنا حينما تبنينا كل الأفكار و الاعتقادات  و التي أكل الدهر عليها و شرب ، و في الوقت الذي كان علينا أن نتعلم فيه أن العمر يمضي و لا يعود ، و أن الحياة خلقت لنا لنعيشها و نتمتع بها لا أن نتعب لأجلها و نحمل كل هموم الدنيا على أكتافنا و نحزن و نعاني .فنحن للأسف نتوارث الهم و التعب في الوقت الذي نجد فيه أمما أخرى تتوارث أساليب السعادة في الحياة و النجاح فيها . 
ماذا لو غيرنا العقليات و أساليب التربية و الحياة بصفة عامة 
فقد تعبنا و أتعبنا ، و نحن ندور في نفس الحلقة التي تركها أسلافنا و وضعونا فيها بكل تفاصيلها ، و وفاء منا قبلنا و أكملها ذلك الطريق الطويل و الشاق و المتعب للجسم و الروح ظنا منا أننا نَبَرُّ بهم و نكمل رسالة ما بدأوه قبلنا ، فالحياة ليست أكثر من تقبل و رضا و سعادة بما تيسر و توفر ، نسعى للأفضل بالجهد المستطاع،  بتفاؤل و دون تذمر و لا سخط ، و في نفس الوقت نقتنص منها أجمل ما فيها ، فما فائدة حياة نمضيها في الكد و الضنك ، و حينما تأتي ساعة الموت نقول "يا ليتنا " و لن يفيدنا الندم في شيء ، فما ضاع قد ضاع ، و ربما تكون تلك التعاسة التي يحس بها أحدهم في تلك اللحظات هي ما يستمر معه تحت التراب ، فمن لا يعيش جنة الدنيا لن يعيش جنة الآخرة ، فعيش الجنة رغبة و قدرة و قناعة و رضا عن الخالق الذي يربط رضاه علينا برضانا نحن عنه سبحانه و تعالى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق