.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

حلم أم كابوس ..بقلم د.نجية الشياظمي

جاء المأذون و الشهود و معهما آلة القياس لاكتشاف مدى حب الخطيب لخطيبته مع اكتشاف مدى صدق أو كذب المشاعر التي يدعيها ......
هكذا حكت لي منامها أو ربما تخيلاتها التي تود لو أنها تصبح حقيقة و واقعا معاشا ، فقد كثرت قصص الحب و الزواج الفاشلة ، و قصتها تعتبر إحدى  هذه القصص الدرامية ....و  خصوصا تلك التي تدوم سنوات طويلة ثم تنتهي بالانفصال ، خصوصا بعد سنين طويلة ، حيث تكتشف الزوجة أنها قد تعرضت للغش و النصب و الاحتيال من أجل الحصول عليها بمبرر الحب و العشق لها ثم فجأة و بعد سنين يتبخر كل شيء و يصبح وهما ، و تخرج الزوجة خاوية الوفاض إلا من جروح و آلام تأخذ الكثير من طاقتها و وقتها من أجل أن تتبدد و تتلاشى.... و حتى إمكانية البدأ من جديد و التأسيس لحياة جديدة تكون أحيانا من الصعوبة بمكان فلا العمر  يسعف و قد مر منه الكثير ، و لا الإستعداد النفسي أيضا يساعد في ذلك ، فقد أصبح الجميع متهما في نظرها ، و من يضمن لها عكس ذلك ؟؟؟ فمن يلدغه الثعبان يمضي عمره في تجنب كل الحبال .
و ماذا لو مع هذا التقدم التكنولوجي المذهل يتم اختراع جهاز لاكتشاف الحب الخادع من غيره ، حيث تضمن المرأة _على الأقل منذ البداية _ صدق من تود الارتباط به و صدقها هي أيضا معه في ذلك . فهذا واجب على كلا الطرفين معا . تحدث الكثير من القصص المشابهة ، لكننا نحتاج أحيانا أن نكون نحن محور التجربة و أبطال القصة ، فهكذا تضعنا الأقدار  أحيانا رغما عنا فيما لم نكن نتوقعه ، فنصبح عبرة للآخرين كما كانوا لنا هم أيضا في يوم من الأيام... عبرة و درسا مفيدا في الحياة 
ماذا لو أصبح إلى جانب جهاز اكتشاف الكذب عند المجرمين  جهاز لاكتشاف الكذب عند المحبين؟؟؟ ماذا لو أصبح هذا متاحا في يوم من الأيام ، خصوصا و أننا نشهد تطورا رهيبا في كل شيء و في كل وقت ....قد يبدو الأمر مثيرا للغرابة... صحيح لكنه ليس مستحيلا أبدا . فها قد تحققت الكثير من المستحيلات و التي كانت تبدو من الخيال البعيد عن الواقع ، 
لكنها اليوم أصبحت تحصيل حاصل ، و واقعا لا هروب منه و لا مجال لإنكاره .
لقد أصبحنا في حاجة ملحة و ضرورية للصدق في حياتنا أو حتى مجرد القليل منه ، فغيابه عن عالمنا يصيبنا بالرعب و الهلع و الخوف الشديد . و لن نستطيع العيش بأمان و راحة و سعادة إلا في عودة هذا الغائب ، هذا الذي يصبح بدونه كل شيء غريبا و مخيفا حتى بين أشد المقربين لبعضهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق