.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

ماذا لو كان الحب جنونا..بقلم د.نجية الشياظمي

ماذا لو كان أجمل إحساس في هذا الوجود ، تصرف و إحساس غير طبيعي و غير متوازن ...لن نستطيع إنكار هذا مهما حاولنا
فالنتائج البادية للعيان لا يمكن لها إلا أن تأكد لنا هذا ، فلطالما سمعنا بمقولة "من الحب ما قتل" من المؤكد أنها لم تُقَلْ عبثا و لا جاءت من فراغ ، فهذا يعني أن الحب يكون أحيانا قاتلا ، و مميتا لأحد الطرفين أو لكليهما معا....
الحب يعمي العقل فيجعله عاجزا عن إدراك الكثير من الأمور التي حينما نكتشفها ، نضحك على أنفسنا و نسخر منها لأننا ربما نكتشف غباءنا أو سذاجتنا أحيانا  ، فحينما نحب نصبح كالأطفال عاجزين عن التفكير الصحيح ، عن موازنة الأمور و تقييمها بالطريقة الصحيحة . نتهور ، نتسرع ، نغامر نقوم بالكثير من الأمور الغير  محسوبة العواقب و النتائج ، و نتفاجأ أحيانا بكوارث مدمرة كنا على وشك ارتكابها أو ربما ارتكبناها .
هذا ليس مبررا لاتهام الحب لا أبدا و لكنها مشكلة المحبين ،
هم وحدهم المسؤولون عن تصرفاتهم و عن أخطائهم حينما يرتكبونها ، وحدهم من يفسدون الأمور ، لا أحد يحبذ فكرة الاعتراف بالخطأ حتى و لو اتجاه أجمل إحساس ، ننكر و نتهم الآخرين نبرئ أنفسنا مقابل أي ثمن المهم ألا نحس بالذنب و بالخيبة .
و أمام كل هذا يبقى الحب بريئا من كل التهم المندوبة إليه  براءة الذئب من دم يوسف .
و يستمر الحب في العبث بعقولنا و قلوبنا ، و لكننا لن نكتفي منه...و كيف نكتفي؟... و هل تكتفي الزهرة العطشى من الماء العذب في ربوع الصحراءالقاحلة ؟ 
هكذا هي تركيبتنا البشرية ، و منذ أن خلق الله آدم  علم أنه سيحتاج إلى من يرويه و يرتوي منه فرزقه بحواء ، نصفه الآخر ، و حبه و سكنه الذي لن يستطيع الاستمرار بدونه ، و هكذا لا زال الحب هو السحر الذي يخدر العقول و القلوب ، هو ذلك اللحن الذي ينجذب وراءه كل من يسمعه ، يقوينا أحيانا و يصيبنا بالهوان و الضعف أحيانا أخرى بل في كثير من الأحيان ، ربما ليس ضعفا بمعنى الكلمة و لكنه رقة و إحساس مرهف ، يجعل المشاعر تحن و تحنو بكل سرعة و بساطة ، لكل جمال و نقاء و صفاء في هذا الوجود .
نحتاج أن نحب كي نتقوى لنواجه الحياة بكل تحدياتها ، و نحتاج أن نحب أيضا لتصبح قلوبنا أرقى و أنقى و أصفى ، فلقد تعبت من القسوة و الغلظة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق