بِلَوْمنا و انتقادنا لأنفسنا أو للآخرين نقتل كل عزيمة و إرادة حينما نضعها أمام كل حكم قاتل و ظالم... و الجريمة الأخطر هي حينما نود الوصول دون تحمل أية خسائر ، نود أن نُتَوَّجَ في العدو قبل أن نتعلم المشي.... و بذلك يضيع حلم العمر بسبب عدم ترتيب الخطوات اللازمة لذلك.
هذا فعلا ما يؤلمنا و يعذبنا....إحساس أننا لم نكن في المستوى المطلوب ، لم نكن عند حسن ظن أنفسنا بنا ، و كيف لا و قد تلقينا في الصغر من الإهانات ما جعلنا نشك في ذواتنا و نستهين بها و أحيانا ننتقص منها ، تعود بنا الذاكرة إلى تلك المرحلة من الطفولة و التي كان من المفروض أن تكون سببا لفخرنا و اعتزازنا بأنفسنا و قدراتنا ، لكننا للأسف لم نكن محظوظين بالقدر الكافي ، و لذلك يشوبنا دائما ذلك الإحساس المقيت بالخيبة و الخذلان ....و غيرها و غيرها من المشاعر السلبية و الانهزامية.
نستسهل الأمور و نستهين بها ، تتحرك فينا الأنا لترفض كل ما لا يروق لها .فنرفض خوض التجارب الفاشلة من وجهة نظرنا ، لكننا لو علمنا أنها تلك هي أساس التجارب الناجحة في المستقبل ، و منها نتعلم و نتدرب على تعبيد و تهييئ ذلك الطريق الذي سنسلكه بكل أمان ، لو كنا نعلم ذلك لما قتلنا أنفسنا بأيدينا و لما سمحنا للآخرين أن يتعاونوا في قتلنا هم أيضا . نحن المسؤولون عن كل الأحلام التي ظلت منسية في الأدراج تنتظر لمجرد أننا نتعالى و نرفض كل ما يساعدنا على النمو و التطور ، نرفض كل ملاحظة ، كل بادرة تعديل أو تصحيح ، فنبقى عاجزين واقفين ننتظر ، و حينما يطول الانتظار نصاب بالإحباط و الاكتئاب و نموت قبل الأوان .
الخطأ بداية الصواب ، و الفشل بداية النجاح ، و كل ما يأتي بسهولة فإنه لا يدوم و لا بد و أن يختفي يوما ما بسهولة أيضا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق