نعشق الحياة بكل ما فينا ، و نتفادى و نحاول تجنب الموت رغم انه قدرنا المحتوم في النهاية.... لكننا نموت حينما نرى شظايا أحلامنا الجميلة تتلاشى أمام أعيننا ، حينما تتوقف ألحان السعادة التي كانت تشنف أسماعنا و تطرب آذاننا في كل وقت لتتحول إلى أنغام حزينة و مظلمة ، مهما تحسسنا آثار الضوء من خلالها و بحثنا عنه فلا وجود له.... في سماء لا نجوم فيها و لا قمر ، في قلوب لا حب فيها و لا سهر . في زهور لا عبير فيها و لا عطر ...
هكذا تتهشم تلك المرآة التي كانت تعكس تلك الصورة الجميلة ، و يوما ما!!! و دون سابق إنذار... فتصبح أبشع مما نتخيل ، تبدو مخيفة و مرعبة ، موحشة و باردة ، لا حياة فيها و لا جمال .
قد نتخيل العيش بدون أشياء كثيرة ، إلا بدون أحلامنا الوهاجة و كأنها وقود حياتنا التي تتوقف في غيابه ، التي تفقد كل ألوانها فتصبح بلا معنى ...
نموت حينما ندفن أحلامنا تحت الثرى و نلقي عليها النظرة الأخيرة و نودعها الوداع الأخير ، نعيش في أحلامنا و معها و بها ، و نموت حينما تتساقط أوراقها مع خريف العمر . هكذا تحل بنا سكرة الموت دون التمدد على فراش المرض ...
مشهد مؤلم لولا رحمة الله بنا في أن كل شيء يمكن إعادة بنائه من جديد ، فالأموات لا يعودون إلى الحياة من جديد ، لكن الأحلام يمكن ترميمها و إعادة صيانتها من جديد . يمكن إعادة تصميمها و تخطيطها مرة أخرى ، فإعادة المحاولة حق مشروع للجميع ، و ما تعذر الوصول إليه في الماضي ، من اليسير الحصول عليه و تحقيقه لاحقا ، هذا هو الاختلاف الوحيد بين الفئة التي تصل إلى أهدافها و تحققها ، و بين أولئك الذين يفقدون الأمل فيموتون مع أحلامهم قبل الأوان .
لولا أحلامنا و تفاؤلنا في تحقيقها ما كانت الحياة لتحلو لنا و تغرينا بعيشها ، أعمارنا تمشي جنبا إلى جنب مع أحلامنا
فإذا ماتت الأحلام توقفت الأعمار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق