قد يغتال أحدهم مشاعرك حينما تكون في قمة فرحك و ابتهاجك ، ثم يأتي أحدهم فيخمدها بسلوك متعمد منه إما سخرية أو محاولة إحباط أو تهكم....بكلمة بحركة أو حتى بإشارة يجعلك تنطفئ كما تنطفئ الشمعة ، و يذهب نورها ليبقى مكانه الدخان المتصاعد ، و من منا لم يجرب ذلك ، و نحن نعلم أن عالمنا أصبح يعج بمفسدي الفرحة ، بقاتليها و مغتصبيها ، و لا يمكن أن ننسى موقفا حدث لطفل ما خُذل حينما اغتيلت فرحته ، فبقي واجما لا يدري ما يفعل ، فكسا الحزن وجهه بدل الفرحة التي كانت تلونه باللون الأحمر لون الفرحة و السعادة ، و أصبح باهتا سقيما مشتت الملامح ...فلا هو يعرف كيف يكمل ابتسامة وعد نفسه بها ، و لا أن يبدأ حزنا خاصمه منذ زمن و وعد نفسه بعدم العودة إليه ... فتضيع الملامح بين الفرحة و الحزن ، و ترفض تقاسيم الوجه أن تتفق على نفس الإحساس...
جريمة شنعاء أن يسرق أحدهم فرحتك من بين أضلعك على مرأى و مسمع منك و أنت جامد لا تعلم ماذا تفعل ، بل و تعلم علم اليقين أنك لن تستطيع استرجاعها منه ، فمن يموت لا يستطيع العودة إلى الحياة ، و يبقى عليك أن تجتهد من جديد لصنع فرحة جديدة لنفسك ، تعوض بها ما أخذ منك ظلما و غصبا....
يغتصب أحدهم فرحتك حينما يحطم لك أملا بنيته من أجل الوصول لأمنية جعلتها أغلى أحلامك و أهدافك في الحياة ، فيدمرها بكلمة قاسية تجعلك ترى كل شيء يتهاوى أمام عينيك ، ليس لضعف إيمانك بما تحلم به و لكن لقسوة ما تلقيته من ضربة شديدة ، زلزلت كل أركان الأعماق . هذا ما يفعله زارعي الكآبة في الناس حينما يستصغرون أحلامهم و يتفهونها و يتركونهم عرضة لليأس و الضياع . و من رحمة الله بنا أن جعل لنا مقابل أولئك ، أناسا آخرين عكسهم تماما ، أناسا يغرسون الأمل و التفاؤل في نفوس المتعبين ، فيرسمون على وجوههم الفرحة و السعادة ، لعلهم يرممونهم من جديد ، ليستعيدوا الأمل ، ليستعيدوا الحياة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق