لسنا من نستقبل الصباح ، الصباح من يستقبلنا لأنه هنا دائما و نحن فقط عابرون... فقد استقبل من قبلنا منذ قرون و قرون ، و لازال ، شكرا له حينما يفتح لنا ذراعيه ليمنحنا أوقاتا نعيشها و ننقش عليها آثارنا ، نكتب عليها ذكرياتنا ، نرسم عليها أحلامنا .. نمرر عبرها رسائلنا ، كل هذا و لا شيء سواه سيترك بصمتنا لنؤكد أننا قد مررنا من هنا ، قد كان لنا شهيق و زفير ، قد كانت لنا لمسة إيجابية مميزة تركناها بعدنا.... مختلفة عن الباقي ، ربما أجمل أو أقل جمالا لكننا فعلنا و تركناها ، هكذا كل منا يسعى لتبقى ذكراه خالدة بما أضافه لهذا الكون ، بما اجتهد لأجله و أهداه من كل قلبه لمن أحبهم.... للجميع ....
شكرا للصباح حينما يشرق و يتسلل نوره إلى قلوبنا ليضيئها و يمسح عنها آثار حزن الأمس و الليلة الماضية ، لست أدري لماذا البشر مجبولون دائما على الحزن ، يجتهدون بأقصى جهودهم كي يبتسموا و يفرحوا لكنهم حينما يتعبون يستلمون ، لست أدري لماذا مرض الاكتئاب هو ما يصيبنا ؟ لم لا يصيبنا مرض السعادة ، مرض الفرح ، مرض التفاؤل ...لم لا ؟ أوليست كلها أحاسيس و مشاعر ؟ لم نتبنى عكس ما نتمنى ؟ ألأن الحزن أسهل و أهون ؟أم لأن السعادة و الفرح أصعب ؟ أم لأننا نحن من نميل لما نرتاح إليه ؟؟؟ سأظل أتساءل و سنظل نتساءل و نتفاءل بأن يأتي علينا يوم لا نرى فيه للكآبة أي أثر ، تكون فيه كل الوجوه مبتسمة ، لا شكوى و لا أنين ، أسمع كل من يقرأ هذه الكلمات الآن يهمس مع نفسه أننا لسنا في الجنة.... صحيح و انا أيضا أقول ذلك ، لكن أو لم نتساءل مع أنفسنا ، لم قال صلى الله عليه و سلم "الدنيا حلوة خضرة " و لم قال الإمام ابن تيمية "من لم يدخل جنة الدنيا فلن يدخل جنة الآخرة " أو ليست هذه دعوة لعيش البهجة و الفرح و التفاؤل ، أوليس منبع هذا كله حسن الظن بالخالق ، بأنه يحبنا و يكرمنا مهما كان حالنا و سيستمر كرمه لنا . نحن نأبى أن نصدق هذا حينما نعيش التعاسة و الحزن و الألم و نجعل كل من يحيط بنا يصاب بالعدوى ، فداء الألم أشد فتكا بالناس من كل الأوبئة ، داء الحزن إذا فتك بصاحبه لا يستطيع أحدنا الخلاص منه ، و كم أودى بالكثير من الحيوات إلى الهلاك ، فرفقا بأنفسنا ، رفقا بأحبابنا و رفقا بالجميع ، لم لت نجعل الفرح و البهجة شعارنا بأن هذا رزقنا من الدنيا و نستطيع تحقيق الكثير يكفي التحلي ببعض الشجاعة و القوة و السعي بكل تفاؤل و أمل أن لكل مجتهد نصيب و أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق