أحب الحياة بحماس ، وما زالت تحرك أحاسيسي بعمق ، أحب التفكير في طفولتي ، حيث عبارات ونظرات الأهل المفعمة بالمحبة والإعجاب ، وحيث كانت الموسيقى جزءًا متممًا لشخصية والدي رحمه الله ، وقد اختار لي اسم أسمهان ، تقديرًا ومحبة للفنانة أسمهان التي كان والدي غالبًا ما يضمني إلى صدره ويدندن بواسطة عوده أغنياتها ، وهذا ما وضعني تحت تأثير الأنغام المتألقة ، فأحببت الموسيقى والكلمة الحلوة ، وقد تكون هذه الحالة هي الشرارة الأولى التي ستقود خطواتي نحو الثقة بالنفس ، نحو البحث عن الأدب والفن بكل أشكاله ، وعن الجمال بجميع مظاهره. ، وفِي الواقع في كل لحظة من حياتي كانت أذني تفتن بسحر الموسيقى ، وتبتهج عيني بلحظات الطبيعة والجمال ، حيث بدأت أتعلم العزف على البيانو ، وأتعرف على كبار العازفين ..
وهكذا تعلمت أن أفتح أنظاري على العالم وأكتشف في كل لحظة بهاءه وعظمته .. لكن الحياة تغيرت بسرعة ، لتكشف لي ظلالها وآلامها ، فما أن تخطيت مرحلة المراهقة حتى وقع أخي صريع مرض عضال ، كنت في حالة ذهول ، وكان هذا الحادث مأساويًا وغير محتمل بالنسبة لي ..
كانت المعجزة بطيئة ومؤلمة ، فقد رأيت أخي الذي أعبد ، يستعيد عافيته رويدًا رويدًا ، عكس ما توقعه. الأطباء ، وكانت هذه الفترة الطويلة والقاسية حاسمة في تحديد تناغمي مع الحياة ، بكل وجوهها بحلوها ومرها ، لهذا السبب أعرف الْيَوْمَ كيف يجب الإستماع إلى القدر ، إلى هذا العالم التي نعيش ، لأدرك تعقيداته ..
ان عالمنا الإنساني معقد جدًا لكنه غني أيضًا ..
وما زلت أنظر إلى الحياة بإعجاب مستمر ، وأصبحت أعرف كيف نولد من الألم الفرح وكيف تولد لحظة الجمال ..
من هذا المنطلق ولدت فكرة انشاء مجلة ( باري جتام إنترناسيونال ) مجلة ثقافية علمية متنوعة تصدر باللغتين الفرنسية والعربية ، تعكس الإبداع الإنساني في كل فروعه وتنوعه ، والجمال بكل مفاتنه ، مجلة تتقن بعد اللعبة في الحياة الإنسانية. ، تمامًا كالمرأة ، انها تلعب لعبة الحياة اليومية بكل مراحل حياتها ، فتلعب لعبة المسرح ، ورهبة الإبداع ، وتتقن أساليب الموضة والجمال والتبرج والأمومة والصدق والكذب ، والغواية والعفة ..
ويحضرني هنا ما قاله ستندال حينما تساءل :
ما هو الجمال ؟؟
ويجيب : ( الجمال هو إمكانية جديدة للشعور بالسعادة) ،
فالمتعة الأولى تكمن في أن يرتاح المرء بجسده ، كي يرتاح بفكره ومشاعره ، والحقيقة أننا لا نستطيع أن نلعب لعبة الحياة وأن نحب الآخرين ، عندما لا نحب ذواتنا
أسمهان بدير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق