.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

سعد الدين البابلي يكتب: فى تلك الليلة



جئت متأخراً كعادتي وتشاجرنا معا كمرات عديدة سابقة. لا يخدعها هدوئي الزائف ولا تصدق ابتسامتي لأنها تعلم أنها ابتسامة كاذبة وتعلم أن خارج أسوار معبدها عالم مظلم موحش تعج طرقاته بالصواعق واللعنات والضجر. وكل أثار الحرب وقسوتها كانت تبدو لها واضحة . كانت تقرأ أخبارها من عيني . أنباء مقاومة أشباح الحروف والكلمات وسطوة أشباه البشر
أنظر للنافذة وأرتعد من شدة ظلمة الليل فتجلس بين أقدامي تقسم بالحب وتتوسل وأنا أنظر لها وأسأل نفسي:
هل لازالت تراني كما كنت؟ ام أعماها سحر "أفروديت" عن شيبي المبكر ونحالة جسدي ونظارتي!
قلت لها مقهورا جبهتي تهاوت يا سيدتي وخانني الأصدقاء والحلفاء ولم يبقى لدى إلا بعض نبضات قلب وذكراك وقطرات المطر. خانني الجميع وصرت وحدي أقاوم أحبار وأحباش وبربر وشراذم من رمم
فقامت من جلستها وضمت رأسي على صدرها وقالت: كنت وحدك منذ قرون وأنت لا تدري أما الأن فأنت لست وحدك
وبعدها اقتسمنا الحب والخبز والنبيذ معا وقبل النوم اقتسمنا حبات الدواء.
فى تلك الليلة
سعد الدين البابلى

هناك تعليق واحد: