.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

التعود ، المصلِح المفسِد..بقلم د.نجية الشياظمي

التعود من : تعود يتعود حتى يصبح عادة
كثيرا ما يفسد التعود طعم الأشياء ، و كثيرا ما يُفقِدها قيمتها و قدرها . نتعود على رؤية الجمال فيصبح عاديا في أعيننا رغم أننا قد نكون قد أنفقنا عليه الكثير ، لكنه يصبح عاديا بعد فترة وجيزة من رؤيته و التعود عليه ، نتعود على النعم فلا تكاد أعيننا تراها و تحس بها ، نتعود على الحب فيصبح إحساسا عاديا و يفقد قيمته ، لكنه يسترجعها بمجرد فقداننا له.... نتعود على القسوة أيضا فتصبح أمرا عاديا في حياتنا إلا حينما نعيد النظر في مسار الحياة الذي سلكناه ليتبين لنا بعد ذلك أننا كنا مخطئين و أن علينا تغيير دفة القيادة إلى الاتجاه الأكثر أمانا .
يساعدنا التعود على التكيف مع كل المِحَن و الصعوبات فيصبح بذلك مُصلِحا للكثير من الأمور في حياتنا بمنحه إيانا القدرة على الصبر و التحمل في انتظار الخروج من دائرة المعاناة .
لكنه يكون مفسِدا للأمور الجميلة و الجيدة ، لأنه يأخذها من دائرة الإبهار و الإعجاب الشديد ، و يضعها في دائرة و خانة العادي جدا!!! فتفقد بذلك بريقها و رونقها و لمعانها ، و تصبح باهتة فاقدة لكل إثارة و دهشة .
إنه التعود... السحر الذي يبطل سحر الأشياء و الأحاسيس و المعاني ، حتى الأنغام التي تجذبنا في أول سماع لها ، تصبح بعد فترة  كأي صوت عادي لا جمال فيه و لا إثارة _إنها نظرتنا نحن فقط _فالجمال لازال موجودا ، لكن أسماعنا تعودت عليه و فقدت درجة المتعة و التمتع به ، فيصبح كأي ضوضاء عادية . 
هكذا هو التعود ، يفسد حياتنا حينما لا ننتبه إليه لنجعل منه حافزا لنا على تجاوز الصعوبات ، و حينما لا نكلف أنفسنا عناء تأمل الأشياء من جديد ، و تَفَقُّدِها لنكتشف خباياها و أسرارها مرة أخرى و التي تكون هي من  جذبتنا إليها في أول الأمر.

هناك تعليق واحد:

  1. غير معرف9/17/2021 03:42:00 م

    حتى التعود نعمة من نعم الله علينا ولكن يجب علينا الانتباه لشكر النعم ومحاولة تجديد انفسنا لكي لا يصبح التعود ممرض

    ردحذف