قد لا يكون الإنسان أعمى بمعنى الكلمة ، لكنه يكون أعمى و لا يبصر كل الألوان ، كل الأشياء الجميلة التي خلقها الله و متعنا بها في هذا الكون ....
يكون أعمى من خلال رؤيته للأمور و تحليلها من وجهة نظره و حكمه الفريد و الوحيد ، عن طريق الزاوية اليتيمة التي لا يرى إلا من خلالها ، و هو بذلك لا يستطيع أن يرى إلا منها ، و هذا هو العمى الحقيقي لأنه مفتعل و مختلق من الشخص نفسه لنفسه و للآخرين ، بحيث لا يمكن معالجته لا بالعمليات و لا بالنظارات و لا بأي وسيلة أخرى .
حقا إنه أعمى من لا يرى من كل الزهور إلا نوعا واحدا تعود عليه و على رائحته و لونه . فقد تهديه باقات و باقات لكنه رغم ذلك لا يعيرها اهتماما و يعتبرها عادية مثلها مثل باقي ما عرفه و تعود عليه من قبل ....
أعمى من لا يرى في الناس إلا شخصا واحدا تعرف عليه فيما مضى جيدا كان أم سيئا ، و هكذا يعيش من خلال ذلك الانطباع الذي كونه عن ذلك الشخص منذ تعرفه عليه و عاشره و احتك به . و بذلك تبقى نظرته قاصرة قصيرة لا يستطيع أن يميز بها باقي من سيمرون في حياته و يتعامل و يتعرف عليهم من أناس....
أعمى من لا يرى في حياته إلا مهنة واحدة لا يستطيع الكسب إلا من خلالها بينما أسباب الرزق كثيرة و متنوعة و مختلفة.
أعمى من لا يقبل إلا الاستماع و التمتع بنوع واحد من الموسيقى دون أن يحاول فهم و استساغة الأنواع الأخرى.....
أعمى ، من لا يرى في الحياة إلا وجها واحدا استنبطه هو من خلال تجربته الخاصة و الشخصية ، و لا يستطيع أن يصف للناس غيره و لا أن يحببهم فيها .
هناك الكثير من العميان في عالمنا حينما يحاولون إقناعك بأن رؤيتهم و فهمهم و استيعابهم للأمور وحده الصائب دون غيره.
👍👍👍👍👍👏👏👏👏
ردحذف