.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

العطاء الجميل..بقلم د. طارق البهنسي


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد، إن العطاءَ سمتُ أصحابِ القلوبِ الرقيقةِ والنفوسِ الكريمةِ التي استجابت ولانت ورقّت لرقيقي الحال الذين يكافحون من أجل العيش الكريم وتجنب ذُلِّ السؤالِ وإراقةِ ماءِ الوجهِ، متمثلين قولَهُ تعالى :"الذين يُنفقونَ في السرَّاءِ والضَرَّاءِ".

الأحبة الكرام:
إن أحسنَ العطاءِ هو ذلك العطاءُ الجميلُ الخالصُ لوجه الله دون مراءاةٍ ولا مَنٍّ، الممزوجُ بالتواضع والرحمة، وهذا أعلى درجات العطاء؛ حيث يجمع بين أربعةِ أمور عظيمة.
أولها:أنه استثمار مع الله ذو فوائد لا حصرَ لها ولا عدّ، فإنَّ مِن جميل عطاء الله لأهل العطاء الجميل الخالص كما يقول بعض العلماء، أن جعل عطاءهم قرضا حسنا، يعود مردودُه وفوائدُه عليهم أضعافا مضاعفة، حيث يقول ربُنا جل وعلا :
"مَنْ ذا الذي يُقْرِضُ اللَّهَ قرضاً حسناً فيضاعفَه لهُ أضعافاً كثيرةً"
ثانياً : أن هذا العطاءَ الجميلَ يكسرُ ويحطمُ جدران البُخلِ ويقضي على دواعي الشُّحِّ ويقهرُ نَزَعاتِ النفسِ الذميمةِ من طمعٍ وحسدٍ وحقدٍ وتقتيرٍ وكنزٍ للمال.
وثالثُها: أنَّ في العطاءِ وإخراجِ الصدقاتِ إذلالاً وقهراً للشيطانِ؛ فلا شيءَ يُذلُّ الشيطانَ ويقسمُ ظهرَه مثلُ الصدقةِ والعطاءِ الخالصِ الذي يدحضُه ويجعلُه صاغراً ذليلاً.
رابعُها: أنَّ اللهَ _عزّ وجلّ_ يُغدِقُ على أهلِ العطاءِ؛ لابقَدْرِ مايعطون بل بأضعاف مضاعفة، بل أكثر، فإنه جلّ وعلا يجعلُ يدَ المعطي نهراً جارياً ومَعيناً لاينضبُ من الإحسانِ، فتراه مملوءَ اليدِ مبسوطَها بالخير، قد كفاه اللهُ وآواه وكَفَله ورعاه وصبَّ عليه الخيرَ صباً.
اللهم أحسن إلى من أحسن إلينا واجعلنا ممن شكرك وشكرهم، اللهم ارزقنا نعمة العطاء دون مراءاةٍ ولا مَنٍّ واكتبنا من هذه الفئة ( أهل العطاء الجميل) وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيد الأولين والآخرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق