أماكن الاستراحة كالمقاهي و المطاعم لم تكن كلها في الخدمة
و بعد أن سجلت حقائبها كما يجب و قامت بكل الإجراءات الضرورية _كما حكت لي _ جلست تحتسي كوب القهوة بالحليب بدون سكر لعل الحليب يخفف من مرارة البن شيئا ما
التفتت على يمينها تود أن توصي أحدا على بعض الأغراض التي ستحملها معها داخل الطائرة ، في انتظار أن تعود من الحمام فقد كانت تحتاج أن تغسل وجهها لعلها تستفيق ، لم تكن قد تناولت أي شيء بعد . لفت انتباهها سيدة تنظر إليها بدورها تنتظر منا شيئا ما ، تبادلتا النظرات ثم طلبتا من بعضهما ما تحتاج كل واحدة منهما إليه ، فقد كانت صديقتي تحتاج من يأخذ باله من أغراضها الموضوعة على أحد الكراسي حول الطاولة ، سمحت لها بالجلوس في انتظار أن تعود ، رحبت الأخرى بالفكرة جيدا فقد طال انتظارها و قد تعبت قدماها من الوقوف ، و عادت صاحبتنا لتجد السيدة منهمكة في تناول بعض الفطائر و القهوة . نظرت إليها مبتسمة و طلبت منها أن تستمر في الجلوس إلى حين تنتهي من الأكل ، لم يكن الأمر بالصعوبة التي قد يتخيلها الكثيرون في الوقت الذي كانت بعض النظرات تستغرب تصرفها ، ليس هذا فقط ، فقد كان زوج السيدة الأخرى أيضا جالسا ، في الوقت الذي كان بإمكانه أن يفسح المجال لصاحبتنا كي تجلس و تستريح هي بدورها ، و مع ذلك لم يزعجها هذا في شيء ، بل إنها كانت مرحبة و مسرورة مما قامت به ، و المضحك هو أنها حينما كانت تحاول البحث عن كرسي شاغر في الجوار كي تجلس عليه ، كان الكل يدعي بأن الكرسي له صاحب أو صاحبة سيعود أو ستعود في الحين ، فقد كانت في كل مرة تبتسم نتيجة ردة الفعل تلك التي كانت شيئا ما غريبة .
موقف عادي جدا و بسيط ، لكنه يثير فينا الكثير من التساؤلات
هل كل ما نسبق إليه و نستعمله ، يصبح ملكيتنا و لنا الحق في منحه أو منعه عن الآخرين ؟؟؟؟ كثيرا ما يحصل معنا هذا الأمر في المقهى أو المطعم أو حتى في مواقف السيارات ، حينما يصر بعضهم على التراخي في ترك المكان للغير ، مع أن الأمر لا يكلف سوى بعض التخلي عن شيء لا نمتلكه أصلا ، فماذا لو كان حقا في ملكيتنا؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق