.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

النسخة الأقوى و الأفضل.. بقلم: نجمة التدريب العربي د.نجية الشياظمي

قد لا يكون هناك ما يستدعي الخوف لكننا نخاف ، قد لا يكون هناك ما يستدعي الفزع لكننا نفزع ، و قد لا يكون هناك ما يستدعي القلق لكننا نقلق ، أمور كثيرة لا تستدعي منا القيام بها  لكننا نفعلها دون وعي منا و دون أي تفكير ، لأن عقولنا تعودت و تبرمجت عليها . نخاف من أمور كثيرة أغلبها لا يحصل معنا و رغم ذلك نعيش الخوف الدائم منها ، نعيش الخوف من الفشل ،الخوف من المرض ، الخوف من الإفلاس ، الخوف من نظرة و كلام الناس ، و غيرها مرحبا غيرها من الأمور ، و نقضي أعمارنا في رعب مستمر ، بل إننا ننقل ذلك الرعب إلى أبنائنا و نزرعه فيهم عن قصد و عن غير قصد ، لا نعلم أننا قدوتهم و قادتهم ، أننا مصدر أنهم و أمانهم ، ننسى ما نمرره و ننقله لهم و نزرعه فيهم من ضعف و هوان ثم نلومهم بعد ذلك و  نعاتبهم ، نصفهم بالجبن و عدم القوة دون أن نتساءل كيف أصابهم ما أصابهم و نحن نعلم جيدا أنهم لم يغادروا أحضاننا أبدا ، فكيف أصابهم ما أصابهم  نعلم ذلك لكننا نتجاهل الحقيقة ، نمثل و نكذب عليها فقط لتبرئة أنفسنا من كل تهمة ، و من كل ذنب .
أبناؤنا أغلى ما عندنا ، لذلك لا ينبغي أن يكونوا نسخة مكررة منا ، و خصوصا من عيوبنا ، نود أن يكونوا أقوى و أجمل و أفضل منا ، نمنحهم نقط قوتنا و نحميهم من نقط ضعفنا ، نود أن تتكرر تجارب النجاح لا الفشل ، صور القوة لا الضعف ، أحاسيس الأمان لا الخوف . يحتاجون منا هذا بلا أدنى شك ،  فنحن طوق النجاة الذي يتشبثون به ، و الذي لا يمكنه أن يخذلهم أبدا . 
الأبناء هم الكنز الذي لا يوجد لدينا ما هو أثمن منهم ، هم حصاد العمر الذي نفتخر به في حياتنا و حتى بعدها ، هم نهر الخير الذي يستمر في تدفقه بفضل جهودنا و حبنا الإيجابي لهم ، و لن يرضى أي منا أن يعترف لنفسه في يوم من الأيام أنه سبب مأساتهم و تعبهم و ربما فشلهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق