" لما اجتمعت قريش على قتله بالتنعيم، قال لهم: دعوني أصلي ركعتين فكان أول من سن الصلاة قبل القتل ".
حديثنا إخوة الإيمان اليوم عن صحابي جليل شهد أُحداً مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثم كان ضمن من بعثهم النبي – عليه الصلاة والسلام – عيناً ليأتوه بأخبار قريش ومعرفة ما إذا كانت تنوي محاربة (النبي) – صلى الله عليه وسلم – مرة أخرى أو لا. وتحدث موقع (كنوز إسلامية بشيءٍ من التفصيل فقال:
... خبيب بن عدي بن مالك الأوسي الأنصاري الشهيد، صحابي جليل شهد بدرًا وأحدًا. وقد جاء رجال قبيلة عضل ورجال قبيلة القارة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وقالوا: يا رسول الله إن فينا إسلاماً فابعث معنا نفراً من أصحابك يفهمونا في الدين، ويقرؤنا القرآن، ويعلمونا شرائع الإسلام، فبعث رسول الله ستة من أصحابه وهم: مرثد بن أبي مرثد الغنوي وهو أمير القوم، وخالد بن البكير الليثي وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، وخبيب بن عدي، وزيد بن الدثنة، وعبد الله بن طارق.
... لما انطلق المشركون بخبيب وزيد وباعوهما بمكة، اشترى خبيباً بنو الحارث بن عامر بن نوفل، وكان خبيب هو من قتل الحارث يوم بدر فمكث عندهم أسيراً حتى إذا أجمعوا على قتله.
... ومنها ما قيل على لسان سعيد بن عامر بن حذيم عندما أرادتا فريش قتله فحملوه على جذعة فقالوا له: أتحب أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانك؟ فقال والله ما أحب أني في أهلي وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم شيك بشوكة.
... قال ابن إسحاق: قال عاصم: ثم خرجوا بخبيب حتى جاؤوا به إلى التنعيم ليصلبوه، وقال لهم إن رأيتم أن تدعوني حتى أركع ركعتين فافعلوا قالوا: دونك فاركع فركع ركعتين أتمهما وأحسنهما، ثم أقبل على القوم فقال أما والله لولا أن تظنوا أني أنما طولت جزعاً من القتل لاستكثرت من الصلاة، قال: فكان خبيب أول من سن هاتين الركعتين عند القتل للمسلمين قال: ثم رفعوه على خشبة فلما أوثقوه قال: اللهم إنا قد بلغنا رسالة رسولك صلى الله عليه وسلم فبلغه الغداة بما يصنع بنا، ثم قال: اللهم أحصهم عدداً واقتلهم بدداً ولا تغادر منهم أحداً ثم قتلوه.
... وكان معاوية بن أبي سفيان يقول أحضرته يومئذ فيمن حضره مع أبي سفيان فلقد رأيته يلقيني على الأرض فرقاً من دعوة خبيب وكانوا يقولون إن الرجل إذا دعى عليه فاضطجع لجنبه زالت عنه، وكان ذلك في العام الرابع الهجري، وأوحى الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ما حدث لخبيب، فبعث عمرو بن أمية الضمري لينزله من خشبة الصلب: فجاءه ورقى إلى الخشبة متخوفاً من العيون وأطلقه فوسَّدَ جثمانه على الأرض، ثم يقول عمرو بن أمية: فالتفت فلم أر شيئاً فكأنما ابتلعته الأرض ولم يعثر على جثمانه بعد ذلك. وكان أول من صُلب في ذات الله وأول من سنّ الصلاة قبل الموت صبراً.وهو القائل عند الموت من قصيدة شعرية أصيلة فيها:
فلستُ أبالي حين أُقتلُ مُسلِماً *** على أيّ جنبٍ كان في اللهِ مصرعي
ولستُ بِمبدٍ للعَدوِ تَخشّعاً *** ولا جزِعاً، إنّي إلى اللهِ مَرجعيولكم تحياتي / أ. نبيل محارب السويركي – الأربعاء 22 / 4 / 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق