.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

أحزاب اليسار التونسي بين الغربة والاغتراب..بقلم/ عمراوي غسان


I- معوقات انتشار وانغراس أحزاب اليسار التونسي 
كنا قد لمحنا في المقدمة التي وردت في الجزء الأول بصفة برقية إلى بعض مشاكل التي تعيق الحزب اليساري من الإنتشار والآن سنورد أهمها وإن كانت فيها مشاكل تسببت فيها أحزاب اليسار ذاتها وهي الأحرى عوامل داخلية تخص الحزب اليساري في تونس في حد ذاته وأسباب خارجية تأتي للحزب من خارجه 
أ- الأسباب الداخلية :
هي أسباب تتصل بالحزب اليساري التونسي في حد ذاته ومنها ضعف الإيمان بالحزب اليساري هذا الضعف متأت لدى بعض المنتسبين للحزب اليساري أن التنظيم السياسي ونظرا لعدة أسباب فرضها الواقع أعطى مسؤولية التنظيم لغير المتشبعين بأطروحات اليسار وفهم طبيعتها والفرق فيما بينها .كما أن فترات السرية القاسية على التنظيمات اليسارية لم تسمح بتقدير الكفاءة السياسية وكانت النقابة والعمل النقابي مدخلا للقيادة داخل التنظيمات دون مراعاة فارق العمل النقابي عن المسؤولية السياسية .ولم تترك وتيرة الحراك الإجتماعي والسياسي في تونس الفرصة للتنظيمات للتقييم الجيد للمردود السياسي لكل مناضل على حدة بل أن تسارع الأحداث عتم على المشاكل التنظيمية وجعلها تتفاقم بين القيادة من جهة والمناضلون سنوات الجمر والوافدون المعجبون بالقيادة أكثر من التنظيم أو لنقل أن بعضهم مدفوعون للتنظم لرد الخبر لأحزاب أخرى على غرار الحركات الإسلامية التي تعتمد الإختراق والجوسسة وسيلة لإدارة الصراع السياسي.
أما على المستوى الخارجي فتعمل أحزاب اليمين بشقيها الليبرالي والديني على تشويه أحزاب اليسار من خلال المس من أخلاق القيادات والتشكيك الهووي واللعب على عاطفة المتلقي وعقيدته الدينية حتى لا يحصر النقاش حول الطرح الإقتصادي والمالي والإجتماعي والثقافي للمجتمعات.وتساعدهم في ذلك ترسانة المال من خلال رجال الأعمال المتهربين ضريبيا والغير مراعين لكرامة العمال لديهم والإعلام الموجه من نفس ترسانة الفساد والإفساد السلطوي .
(يتبع)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق