.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

قـرأتُ لك: الحلقة الخامسة عشرة الأخيرة..أ. نبيل محارب السويركي

قـــــــرأتُ لك: الحلقــــــــة الخامســـة عشــــرة الأخيـــــرة. 
عنــــوان الــــروايــــة: خـــان الخليلــــي.
مـــؤلـــف الــروايــــة: نــجيــب محفـــوظ.
تاريخ النشر: 1 / 1 / 1979.
عــــدد الصفحــــات: 258.
النوع: ورقي غلاف عادي.
النــــاشــــر: مكتبة مصر.
الحجــــم: 20 × 14 CM.
الطبعــــة: العاشرة.
مجلدات:1.
بعد رحيل رشدي!
... وأخيراً وصل القطار لمحطته الأخيرة، وحان وقت التغيير للأجواء حول أسرة (عاكف) المستورة، وارتأت الرحيل عن حي (خان الخليلي) الذي شهد وفاة (رشدي) الإبن الأصغر، كما أنها فرصة مواتية للفيلسوف (أحمد) الشقيق الأكبر لاقترانه بفتاة أحلامه التي تقترب من سنه .. وبدأ التفكير جديا بالمسألة، وها هي بالحل قاب قوسين أو أدنى. وذلك ما صرحت به أمه الكبيرة. حيث قالت والدة (أحمد) لزوجها أنها كرهت الحي وأهله جميعاً، وضاق به صدراً (أحمد) كذلك، فلا بد من سكن جديد في أي موقع من القاهرة. وأخيراً اهتدى (أحمد عاكف) على شقة خالية بضاحية (الزيتون) في بيت يملكه موظف بإدارة الحسابات بالأشغال ممن كانوا يعلمون برغبته الملحة في الانتقال. فقد حدث أن اصطحب أمه الى المسكن الجديد ليعايناه، وهنالك دعاهما صاحب البيت إلى شقته فاحتسى معه القهوة في حجرة الاستقبال، ودعيت والدته إلى حريم الرجل وعند عودتهما معاً أثنت أمه على زوج صاحبه وشقيقته، وقالت عن الأخيرة إنها أرمله في الخامسة والثلاثين على أدب وجمال، ونشط خياله! أرملة في الخامسة والثلاثين، على أدب وجمال يحويهما بيت واحد.
... وعند عصر ذلك اليوم وفدت نسوة العمارة لتوديع الأسرة الراحلة منهم الست (توحيده ونوال) وآخرون، وبلغ قهوة (الزهرة) والله يعلم متى يتاح له أن يغشى قهوة أخرى، واستقبله الصحاب استقبالاً يليق باللقاء الأخير، وامسكوا عما كانوا آخذين فيه من أسباب الحديث ليفرغوا لوداع الجار العزيز. وأعربوا جميعاً عن أسفهم لفراقه واثنوا على أسرته أجمل الثناء، وترحموا على فقيدها، حتى (سليمان عته) نفسه قال كلمة طيبة. وفاض قلب (أحمد) بمودتهم في تلك الساعة سواءٌ من يحبه كالمعلم (نونو) أم من يمقته كالأستاذ (أحمد راشد) ثم عادوا حديث الحرب كعادتهم، وذكروا توقف الهجوم الألماني عند العلمين. 
... وكانت ليلة النصف من شعبان، فرفع رأسه إلى البدر المنير، وتذكر شقيقه الراحل (رشدي) وبسط راحتيه، وغمغم بخشوع:
-اللهم يا خالق الخلق، ومدبر كل شيء، تغمده برحمتك الواسعة، واسكنه فسيح جناته والهم والديه الصبر والسلوان، وأنزل على قلبي السكينة والسلام، واكتب لي فيما يستقبل من الأيام عزاء عما سلف (وهنا وضع يده على قلبه) فلشد ما تحمل هذا القلب من ألم، ولشد ما تجرع من خيبة! وهذه الليلة الأخيرة وغداً يبيت في دار جديدة مولياً الماضي ظهره .. الماضي بما أحدث من أمل وما خيب من رجاء. (انتهي) .
أجل لقد سعدت بصحبتكم طوال سرد تلك الحلقات السالفة الذكر والتي أشرفت على نهايتها بانتهاء الحلقة الخامسة عشرة رغم أنني أطلت المقام عليكم .. فسامحوني فالعفو من الرحمن والخطأ من شيم الإنسان، وطاب يومكم هذا خالياً من شر الكورونا وسيء الأسقام، والى لقاء أخر يتجدد اللقاء مع كتاب أخر .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ولكم تحياتي / أ. نبيل محارب السويركي – الأربعاء 25 / 3 / 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق