هل يستطيع المرء إخبار مديره بأنه أخطأ ؟! أو أن يُصارح قريبه بأنه تجاوز حدوده ؟! أو أن يقول لصديقه بأن حديثه فارغ المضمون و بلا معنى !؟ و هل يستطيع أي فرد القيام بمجرد إبداء رأيه مجاهرة أمام جميع من في نطاق محيطه !؟ ، هذه الأمثلة غيض من فيض لتبين بأن الاختلاف في الرأي يؤدي عموماً إلى إفساد كل ود و تواصل و قد لا يُبقي ذلك للإنسان أي أصدقاء إن لم يدمر حياة و نفسية صاحب الرأي المخالف .
في واقع الأمر و رغم البوارق المضيئة القليلة فما من أحد إلا و يواجه معضلة من هذا النوع فبات حتى الصغار يواربون خشية العقاب و التعنيف ، فكيف يمكن للمرء إبداء رأيه بشكل حقيقي و صريح في أخطاء التشخيص على اختلاف مجالاته و حتى أساليب و طرق العلاج المتنوع دون أن يُوغر في صدر الطرف الآخر و يخسره كصديق أو قريب و حتى لا يتم اختلاق عدو لدود له من العدم في حال الاعتذار عن إبداء الرأي أو الإدلاء بكلام لا يُطرب آذان السائل .
كثيراً ما يصعب إبداء الرأي الصريح في حق من هو ذو شأن لأن المرء لا يدري كيف تكون عاقبة الأمور كأن يصبح هو المخطىء و حتى المسيء و الطرف الآخر هو الأدرى بالصالح العام ، و لما كانت غالبية الآراء لا تنفع كثيراً هذه الأيام في هذا المجتمع الذي لا يحترم رأياً و لم يعتد حرية الرأي في سواده الأعظم فقد كان من الأنسب الأخذ و الاقتداء بكثير من حكم و أمثال القدماء السائدة قديماً و حديثاً كمقولة : إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ، و ذلك بغية التخلص من مرض الكذب السقيم و آفة المجاملات المقيتة للسير في الخطوات الأولى على الطريق القويم .
عندما يكذب المرء في إبداء رأيه يكون ذلك بلسانه فقط حيث يقول عكس ما يختزنه قلبه من المعلومات الحقيقية و الصادقة و كون أن اللسان يتحرك بأمر من منطقة الناصية في أعلى مقدمة الدماغ و بما أن هناك بعض من الترددات الصوتية التي تؤثر في عمل القلب و راحته و استقراره فيبقى وصف القلب عندها مستودعاً للمعلومات و شريطاً للأحداث و متسماً بصفات القسوة و اللين و عامراً بأرقى أساليب التواصل و مثبتاً لأُسس العلم و التعلم و موجهاً للدماغ في حسن أداء مهامه و ترتيب أفكاره و نسج آراءه و إظهار صفاته .
في هذا السياق تبرز قيمة و أهمية الصديق الصدوق في هذه الحياة و الذي يستطيع أن يُحدث صديقه بحرية و عفوية و بدون أدنى تكلف أو مُراءاة من أجل مصلحته فقط فلا يُجامله و لا يُداهنه و لا يقلب له الحق و يُزين له الباطل ، كما أنه يعتذر إليه حتى من تلك الزلة التي لم يقترفها لا لشيء سوى لأنه يحبه
و هناك من يُخطىء و يُحمل الآخر وزر الخطأ الذي اقترفته يداه ، و في المحصلة كل أبناء آدم خطاؤون و رحم الله من هدى إلينا عيوبنا فلولاه سنبالغ في تعنتنا ظناً منا أننا الأفضل و الأمثل و الأصوب ، و لن نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام في كل دروب حياتنا لنرى فيها الحاضر وردي و المستقبل أكثر تورداً
و هناك من يُخطىء و يُحمل الآخر وزر الخطأ الذي اقترفته يداه ، و في المحصلة كل أبناء آدم خطاؤون و رحم الله من هدى إلينا عيوبنا فلولاه سنبالغ في تعنتنا ظناً منا أننا الأفضل و الأمثل و الأصوب ، و لن نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام في كل دروب حياتنا لنرى فيها الحاضر وردي و المستقبل أكثر تورداً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق