.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

قرأت لك..الحلقة 13 .. أ. نبيل محارب السويركي

عنــــوان الــــروايــــة: خـــان الخليلــــي.
مـــؤلـــف الــروايــــة: نــجيــب محفـــوظ.
تاريخ النشر: 1 / 1 / 1979.
عــــدد الصفحــــات: 258.
النوع: ورقي غلاف عادي.
النــــاشــــر: مكتبة مصر.
الحجــــم: 20 × 14 CM.
الطبعــــة: العاشرة.
مجلدات:1.
تعــاطــف أحمــد مــع شقيقــه 
... واقترب الوعد الحق لدنو أجل شقيقه الأصغر (رشدي) الذي على فراش الموت وبدت ملامحه تاركة على جسده ما يظهر ملياً من هُزال وضعف تام وغرق الوالدان في حزن زاهل وتكدر صفوهما، ولاحت في أعينهما نظرة واجمة فيها الرجاء بالخوف. ووقع (أحمد) فريسة لهواجسه، فانقلبت حياته غماً وجزعاً، وعاد (كمال أفندي خليل) الشاب وأكد له أن (ماء الرئة) لأخطر منه البتة مع العناية. ثم زارته الست توحيده ونوال ولم يكن (أحمد) بالبيت، وقالت له أن غرامه بالنحافة هو الذي أدى به إلى المرض، وتعهدت له ضاحكة بأن تتولى تسمينه بعد الشفاء، ولم تدرِ نوال ماذا تقول على مسمع من الوالدين، ولم يستطع الشاب أن يديم اليها النظر؛ ولكن عينيه التقتا في لمحات خاطفة فتجاوبت رسائل الحب والشكر والحزن الصامتة، وسُر رشدي بالزيارة التي لم يشعر بها منذ استسلم للرقاد. وبعد خروج المرأة وابنتها أعرب لأمه عن خوفه من افتضاح حقيقة مرضه؛ لكن المرأة المحزونة طمأنته قائلة إن مرضه سر مطوي في صدور محبيه.
... وعجب احمد لسوء حظ عائلته فقد فقدت غلاماً، وها هو رشدي يصاب بالداء الخطير؛ أما هو فجعله الدهر هدفاً للعثرات والإخفاق، ولو قنع الدهر به فدية لكفاه؛ ولكنه لا يقنع! ومن ثم لا بد من العودة إلى المصحة في حلوان لتكملة علاجه مرة أخرى. وسرعان ما كشفت إصابة جديدة في الرئة اليمنى؛ أما اليسرى فقد حفرت الإصابة القديمة كهفاً في حجم نصف الريال – كما دل تقرير الطبيب – وازدياد حالته الصحية أكثر سوءاً. ومن جراء ذلك، قد أحس رشدي بقرب نهايته، فكتب لأخيه خطاباً مؤثراً يلح للعودة للبيت حيث لا ترجى فائدة من تركه في المصحة حسب رغبة والديه. ومضى مارس وهو على حالة من الضعف والاعياء.لم يكن يستطيع مفارقة الفراش بتاتاً، وهزل هزالاً محزناً بجلد ذابل وعظم معروق. وضمر وجهه وتقلص خداه، وغارت عيناه، وعلت محياه صفرة باهتة.
... وبدا راسه أكبر من الواقع وعنقه رفيعاً يكاد ينقصف من حمله، ولاحت في عينيه نظرة عميقة تدل على الصبر والتجلد والتألم والاستسلام فلم تزل تعذب أحمد حتى أضنته. كان يطالعها في عينيه كلما عاد فلا تمحى من ذاكرته أبداً، وكانت تحمل فؤاده المرهف جميع ما تنطق في قلبه جروحاً لا تندمل، كان يطلع منها على عوالم الألم والمرض واليأس .. رباه لكم قطعت فؤاده وفتت كبده، ولكم أهاجت مجاري دموعه. وشعر بأنفاس الموت الباردة تتردد على وجهه، والأرجح أن الحياة تحرص على أن يعرفها أبناؤها جميعاً؛ إلا إنها تقطر حقيقتها على المعمرين وتسكبها في أفواه المتعجلين. هل ما يزال ثمة أمل في ان يبتاع خاتم الخطوبة ويزف كالعرائس؟ وكانت نوال تعوده مع والدتها، فيتبادلان نظرات خاطفة مشوقة لم يشعر بوقدتها إلا هما..(يتبع)

ولكم تحياتي / أ. نبيل محارب السويركي – السبت 21 / 3 / 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق