.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

المواقف الموجعة لا تُنسى..قصة قصيرة بقلم د/ نجية الشياظمي

و تجول الذكريات بأذهاننا حسب المواقف و المواقع ، و هذا اليوم بمرور الترام واي أمام تلك البناية و التي جعلتها تستعيد الآن و بالضبط أمام عينيها ذلك الموقف الذي حصل منذ أكثر من خمسين سنة ، فالذكريات ترفض احيانا أن تفارق عقولنا و خصوصا تلك التي كانت أكثر تاثيرا في حياتنا ،فقبل أكثر من خمسين سنة تذكرت حينما رأت تلك البناية ما فعلته أعز صديقاتها أو هكذا كانت تظن و يخيل إليها ، فعند عودتهن من أحد الاحتفالات الوطنية ، و بعدما كن يمشين سوية فجأة رأتهن يدخلن تلك البناية و يصعدن الدرج ، كن أخف حركة منها ، سبقنها هناك ، وحين تتبعت اثرهن و صعدت نفس الدرج في نفس البناية ، لم تجد لهن أثرا هناك ، فقد اختبأن عنها يختبرن ذكاءها و حنكتها ، كن دائما يمارسن معها نوعا من التنمر الذي أصبح اليوم شائعا، و الذي لم نكن نسمع به في ذلك الوقت رغم تواجده و حضوره بقوة ، فقد كانت ذكية بل أذكى منهن ، فقد كانت تتفوق عليهن دائما في الدراسة ، لكن ذكاءها الاجتماعي لم يكن في نفس درجة ذكائهن أو مكرهن ، فالتربية الصارمة تحرم الكثيرين من تعلم ذلك النوع من التعامل و الذي يعتبرونه "ذكاء" . و هذا اليوم بالذات عند المرور بتلك البناية مر بذاكرتها ذلك الموقف "الخبيث"و الذي لم تنسه إلى هذا اليوم لأنها اعتبرته نوعا من الشر الذي كن يمارسنه معها ، فعند عدم العثور عليهن اضطرت إلى مغادرة المكان و متابعة السير وحيدة ، بعدما غبن عن نظرها و لم تلحقن بهن ، و ها هي تتذكرهن اليوم ، و قد وصلت إلى ما عجزن عن الوصول إليه بذكائهن! رغم اعتقادهن بتفوقهن عليها . أحيانا بعض المواقف تكون مؤذية و موجعة رغم ادعاء أصحابها البراءة و النقاء و الطهر ، لكن الصفاء الحقيقي يشبه طوق النجاة الذي يوصل صاحبه دائما إلى شاطئ النجاة ، و إلى السعادة و الفوز و النجاح . سامحتهن من كل قلبها ، لكنها لا تنسى ذلك الموقف الشرير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق