سألتها عن ذلك الرسم الذي كان على الورقة *لمن هذا الرسم عزيزتي ؟ أجابت مبتهجة : *إنه لابنتي ، هل أعجبك؟ *دققت في الصورة فوجدت بيتا صغيرا و جميلا بجانبه شجرة و تحت الشجرة طاولة اجتمعت عليها الأسرة ، كانت تمثل أبا و اما و طفلين ، كلهم مبتسمين فرحين يتناولون الطعام ، و مع أن الرسم كان بسيطا لكنه كان معبرا و بشدة . تهلل وجهي و أجبتها : *إنها رائعة ، ثم استطردت هل تعلمين ما تمثله هذه الصورة أو هذا الرسم ؟ صمتت برهة ثم قالت : *ألوانها جميلة ! *هذا فقط ما رأيته ؟ ردت بخجل : *اعذريني فأنا لا أجيد تحليل رسوم الأطفال . أخبرتها أنها تمثل سعادة و تماسك أسرتها ، ذلك ما عبرت عن الطفلة من تلك الألوان الزاهية و الصورة المعبرة . دمعت عيناها ثم قالت ، لم أفكر يوما في طفولتي بكل هذا . لقد كنت أكتفي برسم بيت جميل بجانبه شجرة مربوط عليها حبل غسيل نظيف منشور تحت الشمس ، دمعت عيناها ثم تابعت : *لم أفكر يوما ما أنني رسمت مثل ما رسمت ابنتي لقد كنت أكتفي بالبيت و الشجرة و لم أفكر يوما في رسم أسرتي ، لأنه أصلا لم أعش ذلك الترابط الذي يمكنني من ذلك الرسم أو تلك الصورة . عانقتها و مسحت عينيها ... *لا عليك عزيزتي ربما انا مثلك لم أرسم الصورة التي تعبر عما عبرت عنه ابنتك ، ابنتك حقا محظوظة بكم . تابعت موضحة و محاولة أن أهدئ من روعها فقد بدت لي حزينة و متوترة . *رسوم الأطفال لها دائما دلالات عميقة ، و قد كان ما نكتفي به من رسوم انا و أنت معبر جدا عن أحاسيسنا . فلا داعي للحزن لنا الله جميعا و غفر لوالدينا . نظرت إلى الورقة جيدا ثم قبلتها و هي تردد الحمد لله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق