فنجان قهوة لا يكفي لكل هذا التفكير..بقلم المبدعة الدكتورة/ نجية الشياظمي

طلبت فنجان قهوة ، و جلست أحدث نفسي بما قمت به و ما كان من الواجب علي ألا أقوم به ثم بعدها بما علي القيام به الآن ، وجدتني في إطار فارغ ، في دوامة لا تنتهي .... هذه أنا و ما قمت به سابقا قد راح و انتهى ، أجل ... لكن آثاره لا تزال واضحة أمام عيني ، تعرقل خطواتي ، تعترض سبيلي و عقلي لا يود أن يتخلى عن تلك الأفكار التي تشير بأصابع الاتهام إلى، إلى ذكائي ، إلى نضجي و إلى صبري و تحملي ، لكنني أرفض تلك الاتهامات و أحاول ضحدها ، أحاول تبرئة نفسي و ذمتي من كل تلك الخطايا التي توجهها نفسي لنفسي .
أنا لا ألوم أحدا ، و في نفس الوقت لا أود لوم نفسي بدورها فهي ليست متهمة في شيء ، سوى مساندتي و دعمي ، سوى الأخذ بيدي حينما لم أجدا يدا أتمسك بها ، فتمسكت بنفسي ، أمسكتْ يدي بيدي ، و شجعتها بأن التقدم و المجازفة خير من البقاء واقفة في مكاني . َفأنا أشجع كل من يقوم بخطوة إلى الأمام حتى و لو كانت خاطئة ، فهو على الأقل نال شرف المحاولة ، بدل التراجع إلى الوراء ، و البقاء في خوف و تردد .
كثيرا ما تصعب علينا الأمور ، فنحتار كي نختار ، و نتردد و في النهاية نقول و نؤكد لأنفسنا أن العودة للوراء خير من التقدم .
من منا لا يهاب الفشل ، من منا لا يفتخر بالنجاح ، كلنا نود تلك الهالة المشعة التي تحيط بأولئك الذين استطاعوا تجاوز تلك الأسوار الشائكة ، تلك الظلمات الحالكة . كلنا نود رفع راية النصر إعلانا عن تجاوزنا لكل تلك الآلام ، لكل تلك الأسقام.
انتهى فنجاني و لا أود طلب فنجان آخر ، فالقهوة منشطة مفيدة بالقدر المعقول ، لكنها تصبح ضارة إذا تجاوزت حدود الاستهلاك النافع ، و هكذا أرى أفكاري الآن ، لا أودها أن تتجاوز الحد المعقول و المقبول و المفيد لي و لمن يقرأني .