.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

أنقذوا اللغة العربية لغة القرآن الكريم..بقلم الكاتبة المغربية د/ نزهة صفي

 يحتفل العالم باليوم العالمي للغة العربية في الثامن عشر من شهر دجنبر من كل سنة، اليوم الذي تم فيه اعتماد اللغة العربية من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة ، كلغة رسمية لها ضمن مجموعة من اللغات الرسمية ، و ذلك بهدف توعية العالم بتاريخ اللغة العربية المشرف و إبراز دورها المعرفي و الفكري و العلمي. فهل يا ترى لغتنا العربية تستحق يوما واحدا فقط للاحتفال بها؟

طبعا لا ، لأن اللغة العربية الشريفة هي لغة العروبة و لغة العبادات ، اختارها الله من بين كل لغات العالم، لتكون لغة القرآن الكريم مصداقا لقوله تعالى” : إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون".
اللغة العربية تحدت كل اللغات من حيث الفصاحة و البلاغة و الصور البديعية التي يتميز بها الكتاب العظيم،مما دفع بمجموعة من الدول، بعد انتشار الإسلام، لدراستها و تعلمها حتى يتسنى لهم فهم القرآن الكريم . و نظرا لإقبال غير العرب على تعلمها،  أصبحت تدرس في الجامعات و المعاهد في مجموعة من الدول على سبيل المثال  أمريكا و الصين.
و كل و أهدافه، فهناك من يرى تعلمها يفيده في استيعاب تعاليم الدين الإسلامي و تمكنه من البحث العلمي و السياسي، و التعرف على ثقافات العرب ،و البعض الآخر يرى أن إتقان اللغة العربية يساعده في التعامل التجاري كخطة لتحديد آليات التواصل مع العرب و الاستحواذ على السوق العربية
.
اللغة العربية هي لغة الضاد و هي أغنى لغات العالم من حيث المرادفات و الأضداد ،  والإعراب و دقة التعبير و الإعجاز و الإيجاز
.
و قد قال فيها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: تعلموا العربية فإنها تزيد في المروءة،  تعلموا العربية فإنها من الدين
.
و قال فيها أيضا الشاعر أحمد شوقي مفاخرا:
إن الذي ملأ اللغات محاسنا     جعل الجمال و سره في الضاد.
فالبرغم من كل  هذه الأهمية التي تميزت بها اللغة العربية، و العالم يخصص لها يوما واحدا للاحتفال؟؟؟ لغتنا المقدسة لغة خالدة، حية و دائمة البقاء رغم كيد الكائدين الذين حاولوا جاهدين  التنقيص منها ، بل  رغبوا في محوها ، لكنهم لم و لن يفلحوا، لأنها محصنة بكتاب الله العظيم
. تواجه لغتنا العربية تحديات تتمثل في منافسة بعض اللغات الأجنبية لها و التي أولى لها الجيل الحالي ،  الأولوية و ذلك بسبب عوامل اقتصادية كما نجد إشكالية عدم تفاعل الأسر مع الأبناء بحيث يفضلون استعمال لغات أجنبية سواء في البيت أو في الشارع و المرافق العمومية للتباهي بها  من جهة، و لأنها تمثل لهم الحداثة و العصرنة من جهة أخرى، مما يشكل صعوبة إتقان اللغة العربية الفصحى.
 أيضا هناك عامل الرقمنة و استعمال وسائل التكنولوجيا التي أغلبها بلغات أجنبية ، وإهمال قراءة الكتب وأعظمها المصحف الشريف.  
كل هذه العوامل زادت من الطين بلة و ساهمت في تكوين جيل مثقف تقنيا و ضعيف لغويا-أقصد في اللغة العربية الفصحى
. للمدرسة أيضا دور كبير في اضمحلال اللغة العربية، بسبب تفشي الضعف اللغوي عند  الأساتذة و الأطر التربوية مما يؤثر سلبا على المتلقين.  
وسائل الإعلام بشتى أنواعها تهمل اللغة العربية الفصحى و ذلك سواء بتقديم برامج عديدة بلغات أجنبية أو في بعض الأحيان مقدموا البرامج لا يتقنون اللغة العربية ، فتختلط عليهم اللغات و لا يعطون لغتنا الأم حقها المشروط
.  
و كذلك المسلسلات والأفلام الكرتونية للصغار أغلبيتها تكون مدبلجة باللغة العامية التي تحمل في طياتها تعابير و صور لا تمس بصلة للتعاليم الدينية و لا لمبادئنا الإسلامية ، فيختلط الحابل بالنابل خصوصا على الأطفال الصغار الذين يتلقون بسرعة ما يتعلمونه
.
شيء يندى له الجبين، و نحن نلاحظ في برامج عديدة و نشرات الأخبار و مهرجانات خطابية كبيرة، و ندوات و محاضرات ،لغتنا العربية تحتضر
: إعلاميون و أساتذة، و مثقفون و مسؤولون كبار، يرتكبون أخطاء فادحة ، دون أدنى مراعاة لقواعد اللغة العربية بل أصبحت عندهم في مراحل الضعف و التبعية.  
وا أسفاه ، و يا حسرتاه ، كيف لنا أن نعد جيلا مثقفاو متقنا للغة العربية بكل المقاييس، بعد هذه المهزلة و الأزمة الخانقة التي تعيشها لغة الضاد
! لغتنا العربية تحتاج منا الاعتناء بها ، و تحتاج أن نفتخر بها و نعتز بعروبتنا و هويتنا ، تحتاج أن نقوم بغرس حبها في أبنائنا ، و عدم التساهل مع كل من ينقص منها و يحط من قيمتها و يشعر بالدونية عند التحدث بها . فلنتحد و لنستعد لإرجاع كرامة اللغة العربية الشريفة فكرامتها من كرامتنا و لا يجب الاستهانة بها.
و لنتشبث بكتاب الله الكريم و سنة الرسول الأمين لأنهما قدوتنا و سر نجاحنا
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق