المرأة الطفلة..بقلم د/نجية الشياظمي

و تظل تلك المرأة التي لم تنل حظها من الحب في طفولتها ،  طفلة تبحث عنه في كبرها بين الناس ، بين الرجال الذين تصادفهم  ، فتارة تنجح في الحصول عليه ، و تارة تكون ضحية لمن يستغلها  و يستغل سذاجتها و طيبتها.
هكذا نترك بناتنا عرضة للضياع حينما نربيهم بقسوة و جفاف . نبخل عليهن بما هن في أمس الحاجة إليه ، كل طفلة تحتاج إلى طوفان من العاطفة ، من الحب و الحنان ، و خصوصا من أول رجل وقعت عيناها عليه والدها ، و الذي هو بدوره كان ينتظر مجيئها بكل لهفة و شوق ، والدها سندها و دعمها الأول في حياتها.
هكذا لا ننتبه و لا نعير اهتماما لاحتياجات بناتنا حينما يكن طفلات صغيرات ، و في أمس الحاجة إلى أن يسمعن منا كل الكلام الجميل الذي يحتجن إلى سماعه ، من ذكر محاسنهن و صفاتهن الجميلة ، و من غمرهن بكل أحاسيس الحب و العطف و الحنان ، ففي النهاية نحن من اختار إنجابهن و المجيء بهن الى هذه الحياة.
و كم من الفتيات عانين و تعقدن من حياتهن مع أهل لا يقدرون و لا يفهمون و لا يعلمون شروط التربية الصحيحة و الناجحة ، و كم منهن تعرضن للتنمر و أحيانا كثيرة للتحرش أيضا ، و كم منهن أقدمن على الانتحار بسبب سوء التعامل و قلة التقدير و الاحترام.
الأهل لا يعلمون مدى الأذى و الإساءة التي يعرضون بناتهم لها ، بل إنهن كلما تعرضن لذلك في طفولتهن ، تعودن عليه و أصبح أمرا عاديا في حياتهن ، حتى حينما يستمر التعامل السيء من طرف الزوج أيضا ، فهي اعتادت على تقبل الإهانة ، و تعودت على عدم الرد و لا حتى الاعتراض . فقد أصبح الموضوع من قبيل التعامل العادي الذي لم يعد يؤثر سلبا على ردود أفعالها لكنه لا زال مستمرا في تدمير نفسيتها و  معنوياتها و شخصيتها عموما ، فنحن نعلم أن الأم هي المدرسة و المربية الأولى للطفل ، و أم مريضة كهاته لن يكون لها أي اثر إيجابي على الجيل الذي تسهر على تربيته و تنشئته.

تعليقات