5000 صديق ! ؟ بقلم الدكتورة/ نجية الشياظمي

 ذهلت هذا اليوم من عدد الأصدقاء والصديقات الوهميين الذين أتوفر عليهم وربما دون علمي بتواجدهم على هاتفي الذكي و النقال. انتبهت و حاولت أن أتفقد تلك الأسماء التي لا أعلم شيئا عن أصحابها سوى أنني أضفتهم الى لائحة أصدقائي على الهاتف الذكي و النقال. وفي الحقيقة لم أجد أي صفة للذكاء في هذه الخاصية ، سوى أنها تزيد من عبئنا النفسي و ضغوطنا اليومية. على أرض الواقع صديقاتي أعدهن على رؤوس أصابعي ، قد لا يتجاوزن بل لا يصلن حتى إلى خمسة صديقات . و حينما أتساءل عن   العلاقة التي تربطني بهذا الكم الهائل من الناس المتواجدين هنا و هناك ، حينما فكرت مليا لم أجد سوى تلك اللايكات المعدودات التي كنا ندوس عليها لبعضنا البعض و في البداية تماما ، أما الآن فقد أصبحت منشوراتي مهجورة و منكرة إلا من ثلة من الناس المحترمين و الذين أقدرهم كثيرا ، لأنهم لا يزالون يحافظون على وفائهم لي مقابل وفائي لهم ، كلنا نعلم أن الحياة أخذ و عطاء ، ومن يود الأخذ دون عطاء فسوف يقضي على نفسه بنفسه.

أضحك كثيرا حينما أرى أي طلب جديد للصداقة ، لقد اكتشفت أن هناك فئتين من الراغبين في ذلك :

*فئة الإناث و اللواتي بمجرد ما تقبل صداقتهن حتى تنهال منشوراتهن على ذلك الفضاء المبهم و المشبوه أحيانا ، نعلم جيدا أن العديد من الصور غالبا ما تكون مفبركة ، و حتى و إن  كانت حقيقية ، ما الداعي لنشرها و تبادلها بل و انتظار إظهار الإعجاب بها ؟

*و فئة الذكور الذين لا يعلمون عنكِ شيئا سوى صورتك على البروفايل ، لا تهمهم منشوراتك و لا ما مدى أهميتها أو مستواها ، كل ما يهم هو اقتراح التعارف و تبادل المعلومات الشخصية . أعلم جيدا أن أغلب من سيقرأ هذا الكلام سينزعج و يغضب ، لكنني رأيت هذا الصباح من الواجب علي أن أتكلم في هذا الموضوع و بكل صراحة و خصوصا حينما استفزني أحدهم يسأل سبب إلغائي لصداقته على الفيس -عالم مثير فعلا ، قد نستفيد من خلاله الكثير حينما نبحث عن الاستفادة ،و نضيع الكثير من الوقت بسببه في التفاهات و الامور التي لا تستحق ـ

أصبحت أختنق وسط هذا الكم الهائل من الناس الذين لا يزيد وجودهم في عالمي و حياتي أي إضافة إيجابية لا بل و يضعون بصمتهم السلبية أحيانا بل و كثيرا من الأحيان ، خصوصا حينما يكون من المفروض علي التفاعل مع كل ما يظهر أمامي حتى و لو كان دون قيمة في الوقت الذي لا أحصل فيه على الاهتمام المقابل لمنشوراتي مع أن كلها مقالات أدبية و نصائح تنموية للجميع .

الصداقة على الفيس بوك صداقة وهمية و كاذبة لا أساس لها من الصحة و لا من المصداقية بسبب كم التلاعبات و التقنيات التي يمارسها أغلب المنتمين لهذا العالم الكئيب . انادي بأعلى صوتي و أقول : لا تستغربوا من إلغائي لصداقتكم ؟ فهذا حقي ، و لست مجبرة على الاحتفاظ بأي كان وافقت على إنضمامه لتلك اللائحة الطويلة من الصديقات و الأصدقاء و التي لا تزيدني و لا تمنحني قيمة مضافة ، سوى حمل هم متى تفاعلت و متى لم أتفاعل ، وما السبب في ذلك.

 أشكر الله أن تلك الفئة القليلة التي أستفيد من منشوراتها ، و تدعمني أحيانا بخصوص ما أتقاسمه معها ، هذه الفئة بالذات هي من جعلتني أتراجع عن الخروج من هذا العالم المليء بالضوضاء والمشاعر السلبية. آسفة لكن هذه هي الحقيقة.

 


تعليقات