دكتورة نجية الشياظمي تكتب/حينما تنقذ نفسك فأنت تنقذ العالم منك

لست أدري كيف راودتني هذه الفكرة ، ربما مثل ما تراود كل منا العديد من الأفكار و الخواطر دون أن ندري من أين تأتي ، لكنها تأتي و تزورنا ، تطرق أبواب عقولنا . منا من ينتبه لها و يصدقها ، و منا من يعتبرها تراهات أو أي نوع من الهذيان الذي نشعر به أحيانا دون وعي أو إرادة منا ، لكنه يحصل .
و أدركت أهمية إنقاذ النفس من كل ما يهددها أو يقضي عليها أو يضيعها . و هذا طبعا ليس بالأمر الهين ، فأن تنقذ نفسك يعني أنك واع بما أنت عليه و ما عليك القيام به لتخليص نفسك ، و هذا في حد ذاته أمر جد هام و خطير ، لأننا حينما ننقذ أنفسنا ، ننقذ العالم أيضا من شرورنا سواء المتعمدة أو حتى تلك التي لم نفكر أو حتى ننو القيام بها . فكم من الشخصيات التاريخية آذت العالم لمجرد عدم وعيها بما هي فيه و ما هي مقدمة عليه ، و قد نتذكر أكبر مثال أو دليل على ذلك المحارب "هتلر" - و غيره كثير- و الذي أشعل العالم ، بأفكاره المشبعة بالكراهية و الحقد و العنف ، حتى أدخل العالم في دوامة من الخراب و الدمار خلال الحرب العالمية . و قد كان يبدو أمام نفسه ذلك البطل الذي يمثل الحق و العدل و الشجاعة ، و لو كان انتبه لنفسه و اكتشف الضلال الذي كان يسودها و يسكنها ، لما أقدم على ما أقدم عليه ، و لما دمر نفسه و العالم معه . قد تكون تلك الأنانية التي تؤكد لنا في كل مرة ألا أحد يفهم جيدا أكثر منا أو حتى على الاقل مثلنا . فننجرف وراء الإعجاب بالنفس، و ننكر كل انتقاد ، بل و حتى ما يمكنه أن ينقذنا أو يساعدنا في الخروج من دوامتنا . لذلك إنقاذ النفس ضرورة لإنقاذ العالم أيضا ، و واجب على كل منا .
تعليقات