
أصبحت وحيدة بدونك يا أبي ، لم أجدني كما كنت أتخيل نفسي حينما كنت صغيرة و كنت أقرا تلك القصص التي كنت تهديني إياها ، كنت أتخيلني إحدى أميراتها ، لم أجد قصرا ولا تاجا ولا أميرا يجري خلفي ويلاحقني كي يكتشف هويتي كما قرأت في قصة "لعبة الأميرة" ، لم أجد كل تلك الاشياء الجميلة التي كانت تزين مخيلتي ، و تلون أيامي و خصوصا تلك السوداء منها ، حينما كانت أمي تعاقبني بصمتها ، و كنت أكره نفسي لأجلها , فقد كنت أصدقها حينما كانت تنعتني بأقسى الصفات ، لم تكن تكرهني على ما أعتقد لكنها كانت تود أن تراني بدون أخطاء ، و ربما أنا خذلتها فقد كنت دائما أخطئ . و ماذا كان بوسعي أن أفعل فقد تعلمت من أخطائي ، و لولاها لما تعلمت شيئا إلى الآن .
آه يا أبي ، كنت تقول لي دائما أنني حيثما وضعت يدي ، يباركني الله ، و يمشي كل شيء على أفضل ما يكون . لست أدري منذ رحيلك بقيت حيثما أضع يدي أنتظر ان أرى البركة و فجأة لا أرى شيئا مما كنت أنتظره ، ترى يا أبي هل اختفت البركة برحيلك عنا ، أم أن يدي لم تعودا مباركتين منذ أن لمست بهما جسدك لآخر مرة و قبلت فيها جبينك ، و أنت مغمض العينين تنام نومتك الأخيرة . هيهات يا أبي لقد تغير كل شيء و كل شيء أصبح مختلفا عما كان عليه سابقا . تغير العالم و تغيرنا معه و نحن مرعوبين مما نرى و نسمع .
أصبح العالم بعدك يا أبي قبيحا موحشا ، بل كئيبا و متوحشا . لروحك السلام و لقلبي السكينة بعدك ، فقد كنت أنت الأمن و الأمان ، أنت الرحمة و الحنان ، نم يا أبي في سلام و دعني أكمل أيامي العصيبة هاته في انتظار ان الحق بك يوما و أرتاح .
أصبح العالم بعدك يا أبي قبيحا موحشا ، بل كئيبا و متوحشا . لروحك السلام و لقلبي السكينة بعدك ، فقد كنت أنت الأمن و الأمان ، أنت الرحمة و الحنان ، نم يا أبي في سلام و دعني أكمل أيامي العصيبة هاته في انتظار ان الحق بك يوما و أرتاح .